شارك الآلاف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين و لبنان و دول العالم، في هشتاغ #الجهاد_ميلادنا_المتجدد، الذي أطلقته حركة الجهاد الاسلامي، استعداداً للمهرجان الكبير في الذكرى الـ29 لانطلاقتها الجهادية، و ذكرى استشهاد أمينها العام الشهيد المؤسس الدكتور فتحي إبراهيم الشقاقي.
و قد وصل عدد المشاركين في الهاشتاق، نحو 4 مليون ناشط منذ انطلاقه في الساعة 6:30 من مساء أمس الأربعاء.
وعبر النشطاء عن حبهم للجهاد الإسلامي وللمؤسس الدكتور فتحي الشقاقي الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في مالطا عام 1995، وتداول النشطاء قصائد الشقاقي خاصة قصيدته التي حملت عنوان "كانوا خمسة".
كما نشر نشطاء الفيسبوك صوراً لقادة الجهاد الإسلامي وفيديوهات ترصد بداية المسيرة الجهادية للحركة وتطورها من الحجر والسكين وصولاً إلى القنابل اليدوية والعمليات الاستشهادية حتى امتلاك سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي صواريخ مضادة للدبابات وقادرة للوصول إلى قلب "الكيان الإسرائيلي".
وتستعد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لإطلاق مهرجانها الجهادي في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، الأسبوع المقبل بتاريخ (21-10) تحت عنوان "الجهاد ميلادنا المتجدد" تكريماً لمسيرتها الجهادية الطويلة على مدار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والمتواصلة حتى زوال المحتل.
وأقيمت الحملة الالكترونية بالتزامن بين غزة وبيروت، في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً.
وقد شاركت كافة أطر حركة الجهاد في العمل من أجل استنهاض العزائم والطاقات، التي تحييها في نفوسنا هذه المناسبة الخالدة، وبحضور لافت ومميز من المشاركين ومن كافة الفصائل والقوى.
كما تقيم حركة الجهاد الإسلامي في كافة مدن ومناطق قطاع غزة، ولبنان، فعاليات متنوعة على مدار الأسبوع الجاري، في إطار التحشيد للمهرجان المركزي. وفي هذا السياق نظمت سرايا القدس مسيراً عسكرياً بعد عصر اليوم إحياء لذكرى الانطلاقة والشهيد الشقاقي.
هذا وقال أحد خبراء مواقع التواصل الاجتماعي بأن الهاشتاغ الذي أطلقته حركة الجهاد #الجهاد_ميلادنا_المتجدد"، كان قد بدأ منذ أيام، مضيفاً أنه تمكن من الوصول إلى أهدافه وغايته، وحقق صدى واسعاً على صعيد فلسطين والشتات والعالم.
وفيما يلي كلمة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ـ خالد البطش
الأخوة قادة حركة الجهاد الإسلامي، ومن كافة الفصائل، أبناء شعبنا في غزة وكل فلسطين والشتات، وفي مخيمات لبنان الصامدة، وكل ساحات الاشتباك مع هذا العدو، وجيش التواصل الاجتماعي، الجيش الالكتروني لأبناء شعبنا وقضيتنا؛ تحية لكم جميعاً، وبعد..
نلتقي اليوم في ساحة الكتيبة في غزة المحاصرة لنؤكد مجدداً أن الجهاد ميلادنا المتجدد، أي أن الجهاد حياة وما دون ذلك موت، ميلادنا المتجدد بدماء الشهداء، بصمود أبناء شعبنا في غزة، والقدس والضفة والداخل المحتل، ومخيمات الشتات، وفي كل ساحة من ساحات المواجهة مع هذا العدو.
الجهاد ميلادنا المتجدد لأننا فهمنا "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا"، وفهمنا كلام الله عز وجل: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»؛ فالتهلكة هي ترك الجهاد والمقاومة والركون إلى الدنيا وزينتها، وترك أعداء الدين والأمة يعربدون؛ لذا كانت الجهاد الإسلامي استجابة لنداء الوطن وحاجة ملحة وضرورية للتصدي للمشروع الغربي على أرض فلسطين، فكانت صرخات الشهيد "أبا إبراهيم" فتحي الشقاقي رحمه الله، وحمل من بعده الراية الأمين الدكتور رمضان عبدالله حفظه الله، وبقيت الجهاد على عهدها عهد القادة المؤسسين والشهداء، وعهد قادتها الحاليين الملتزمين بالثوابت، الذين ما بدّلوا وما فرّطوا، وما بينهما من تضحيات وثبات لعناصر هذه الحركة وكوادرها، ومنتسبيها ومحبيها، في التزامها بالمواقف السياسية الرائعة والراشدة، لذا لم تبدل حركة الجهاد أو تغير من مواقفها ولم تلتبس عليها الأمور قط، فبقيت تصرّح وبصوت عالٍ بأن فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية رغم كل الزيف هنا وهناك، فلسطين هي القضية المركزية التي لا تلهي أصحابها ولا تأخذهم بعيداً عن الصراع مع هذا العدو، ورأينا مصداقاً لهذه النظرية والفكرة، مدى التزام أبناء فلسطين بها، فحمتنا وبمواقفنا من كل الشرور لاسيما الحروب الطائفية والمذهبية، وما يدور اليوم من صراعات مميتة هنا وهناك تصب كلها في مصلحة العدو، ولا يستفيد منها إلا أعداء الأمة.
فلسطين بكل فصائلها المقاومة لم تفقد البوصلة وبقيت محافظة على نهجها، لذا يا أبناء شعبنا في الضفة والقدس وكل فلسطين والشتات، وفي كل ساحة من ساحات الاشتباك مع العدو الإسرائيلي؛ نحن اليوم هنا لكي نؤكد ونستعد لإحياء المهرجان المركزي لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين؛ لنؤكد فيها على أن فلسطين كل فلسطين هي ملك لنا، وأن هذه الأرض التي اسمها فلسطين هي أرض عربية لمسلميها ومسيحييها، ولن تكون أبداً "إسرائيل"، وأن هذا الباطل المدجج لن يحوّل فلسطين إلى "إسرائيل"، ولن يتحول هذا الحق إلى باطل طالما أننا نؤكد على أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة. وعلى أن "السلام" المدنّس والمفخخ وكل شروط التسوية لن تعيدنا إلى فلسطين، ولن تحرر أسرانا الذين نوجه لهم التحية اليوم، إلى أبطال معارك الأمعاء الخاوية.
فالطريق إلى الحرية والعودة لن تمرّ إلا بطريق المقاومة والجهاد والصمود والوحدة، فعلينا بالمزيد من الالتفاف حول خيار المقاومة، وحول خيار الوحدة الوطنية، ومقاومة العدو.
الذي يجمعنا اليوم هو خندق المقاومة والجهاد ضد هذا العدو المتغطرس، وأن خيار التسوية الذي يريد أن ينتزع منا فلسطين لن يكون، فهذا الخيار خيار التسوية لأصحابه فقط، للعدو وعملائه.
وكلمة ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان ـ أبو عماد الرفاعي
أوجّه التحية لقادة الحركة وجميع المشاركين في ساحة الكتيبة بغزة الأبية، وفي لبنان الصمود والمقاومة.
نلتقي اليوم ونحن نحمل جرحنا النازف على طريق تحرير القدس وفلسطين كل فلسطين. نلتقي في الذكرى الـ21 لاستشهاد الأمين العام والمؤسس الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي؛ والذكرى الـ29 لانطلاقة حركتنا المجاهدة والمقاومة التي استطاعت بفضل أبطالها وشهدائها، وبفضل قادتها أن يجعلوا فلسطين القضية المركزية للعرب والمسلمين رغم كل المحاولات التي تجري لإبعاد هذه القضية عن عمقها العربي والإسلامي، ورغم كل المحاولات التي يراد من خلالها أن تصبح القضية الفلسطينية قضية منسية، يبقى المقاومون وتبقى حركة الجهاد الإسلامي صاحبة الفكر المميز والرائد في توجيه البوصلة نحو القضية الأساس، القضية التي ليس فيها غبار ولا عليها غبار، القضية المقدسة والقضية القرآنية؛ قضية فلسطين أم القضايا..
هذه القضية التي يحاول البعض أن يجعلها في غياهب النسيان؛ لكن مجاهدينا وشعبنا الصامد في غزة الأبية وفي الضفة والقدس الشامخة وفي أراضي الـ48؛ أولئك الصامدين الذين يقفون في وجه الاحتلال وفي وجه طغيانه وإفساده وإرهابه، ليقولوا لهذا الاحتلال لن نرحل عن هذه الأرض سنبقى متمسكين بها مهما كانت عمليات القتل والإرهاب والإعدام الميداني التي يمارسها الاحتلال بحق شبابنا وفتياتنا، رغم التدمير الممنهج رغم سياسة الإبعاد رغم سياسة الحصار، سيبقى الشعب الفلسطيني شامخاً في أرضه متمسكاً بحقوقه، لن ترهبه كل إمكانيات وقدرات وإرهاب العدو، ولن يثني عزيمته كل محاولات إقصاء هذه القضية عن عمقها وابتعاد البعض عنها، واعتبارها عبئاً يجب التخلص منها.
اليوم في إحيائكم لهذه الذكرى؛ ذكرى مسيرة الشهداء والشهادة، والتي تعيد الأمل من جديد بنفوس أبناء شعبنا وأمتنا أن هناك رجالاً ونسالاً وشعباً مازال صامداً متمسكاً بأرضه وحقوقه.
اليوم الذي يجري في فلسطين والقدس من سياسة التهويد والتدنيس كل يوم وكل صباح من قبل عصابات العدو ومستوطنيه من أجل فرض التقسيم الزماني والمكاني تمهيداً لهدم المسجد الأقصى، لكن شباب وفتيات وأبناء القدس سيمنعون الاحتلال من تحقيق أهدافه، وسيبقى المقاومون في كل مكان يقلقون هذا العدو ويضعونه في أزمته الوجودية الحقيقية، ولن يستطيع أحد أن يضعه في هذه الأزمة إلا صمود شعبنا ومقاومته الباسلة.
النقطة الثانية؛ الأسرى الأبطال الذين يحاول الاحتلال كسر إرادتهم، ويمارس عليهم كل أصناف العذاب ولاسيما المضربين منهم، أولئك الأبطال المقاومين، أبطال الأمعاء الخاوية الذين استطاعوا أن يكسروا جبروت العدو، واستطاعوا أن يذلوا كبرياءه بصمودهم وثباتهم، كما استطاعوا أن يجعلوا العدو يعيش في حالة من الإرباك، ونحن على ثقة تامة بأن هؤلاء الأبطال لن تُكسر إرادتهم رغم المرض الذي يعانونه، ورغم كل أشكال القمع والحرمان الذي يعيشونه، وعلى رأسهم الأخ الأسير البطل إياد الرفاعي وغيره من الأسرى البواسل الذين يتحدون العدو وهم على فراش المرض، ورغم كل الآلام التي يحملونها، ولكنهم لن يسمحوا للعدو بأن يكسر إرادتهم، فهم صمدوا وسيصمدوا في كل وقت وزمان، وهذه هي إرادة الشعب الفلسطيني الصامد والصابر والمقاوم.
اليوم بصمود أبناء شعبنا في الداخل والشتات وبهذه الوقفة التي تنظم في غزة ولبنان، بهذا الجيش الإعلامي الذي سوف يقلق العدو الإسرائيلي، ويقلق كل أولئك المتآمرين على القضية الفلسطينية، بأن جيل الشباب هذا الجيل الذي يراهن عليه العدو بأنه سينتهي من خلال كسر إرادته، وممارسة كل أصناف القهر والإذلال عليه، هؤلاء الشباب اليوم يقولون نحن الجيش المخفي، نحن الجيش الذي يعمل خلف الكواليس لنعبر عن قضيتنا ومقاومتنا أياً كانت سياسات بعض مؤسسات التواصل الاجتماعي التي تريد أن تغيّب القضية الفلسطينية وأن تغيّب المقاومة وحقوقنا.
اليوم في فلسطين والشتات، نؤكد أهمية هذا الربط بين لبنان حيث يعاني اللاجئ الفلسطيني من الحرمان، وبين غزة المحاصرة، بأننا شعب واحد وأصحاب قضية واحدة.
هذا اليوم هو يوم الانتصار على سياسة الإعلام المضلل، هو سياسة الانتصار للشهداء والأسرى، والانتصار لكل أولئك المحرومين الذين يواجهون القتل والإرهاب من قبل العدو الإسرائيلي، هي موجهة إلى كل الإعلام الحر بأننا باقون وصامدون وبأننا سنواجه العدو بكل ما أوتينا من قوة وبكافة السّبل.
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)