اطلبوا الموت توهب لكم الحياه.. وهذا ما حصل مع الأسير رامي نور.. فقد طلب الشهادة وحمل سلاحه واقتحم معسكر الاحتلال وخاض معركه مع جنود الاحتلال لأكثر من 40 دقيقة واصابت جسده 17 رصاصه
في كل أنحاء جسده إلا أن ذلك كله لم يمنعه من إكمال المعركه إلى أن انتهى رصاص سلاحه، وهنا أمسك به الجنود الاحتلاليه، وقد وضع أحد الضباط مسدسه على رأس رامي وقال له ماذا تريد فأجابه رامي: أريد الشهاده فقام الضابط بإطلاق رصاصتين على رأس رامي احترقت رأسه، وظن رامي أنه قد نال ما تمنى لكن بعد أيام استيقظ ليجد نفسه في إحدى المشافي الاحتلاليه.
الأسير رامي محمد نور من مدينة نابلس والمولود في 311978 درس وتعلّم في مدارس نابلس وحصل على شهادة الثانويه العامه لكن ونتيجه الظروف الماديه اضطر لعدم الدراسه في الجامعه وعمل في صفوف الأجهزة الأمنيه للسلطه الوطنية، حكم على رامي بالسجن المؤبد أربع مرات.
رغم كل الإصابات التي بجسد رامي إلا أن ذلك لم يمنع رامي من المضي في حياته، فهو يمارس الرياضة الصباحية معظم الأيام، كما أنه قام بالتسجيل للدراسه الجامعيه في الجامعه العبريه لكن الاحتلال منعه من إكمال ذلك إلا أنه أصرّ على إكمال دراسته وبالفعل يدرس رامي الآن في فرع جامعه الأقصى في سجن شطه ومعه أكثر من 30 أسيراً.
يقول رامي نور.. كانت أصعب ايام الأسر علي يوم علمت بوفاة والدي ووالدتي واستشهاد أخي. فلقد توفيت والدة رامي أثناء وجوده في الأسر ودون أن يتمكن من وداعها أو المشاركه في دفنها وجنازتها وبعد أسبوع واحد فقط على وفاة الوالدة جاء خبر وفاة والد رامي وقد احتار الأسرى كيف سيخبرون رامي بخبر وفاة والده وهو لايزال حزيناً على وفاة والدته، ولكن وبعد تفكير طويل وتردد قرر أحد الأسرى أصدقاء رامي إخباره بهذا الحدث الحزين والمؤلم ليفقد رامي والديه خلال أسبوع واحد فقط ودون أن يتمكن من وداعهم، ولم تنته رحلة الفقد مع رامي إلى هذا الحد فبعد أشهر قليلة جاء خبر استشهاد أخيه الأصغر.
رامي نور اعتقل في 25/2/2002 ولازال حتى كتابه هذه الأسطر يقبع في سجون الاحتلال ويعاني من عدة إصابات منذ يوم اعتقاله إلا أن إدارة سجون الاحتلال تماطل في تقديم العلاج المناسب له، رغم إقرار أطباء السجون بأن رامي بحاجه لعدة عمليات ضرورية.
فداء وكبرياء..جراح وانتماء.. والاستمرار بالعطاء خلف القضبان ومواصلة مشوار النضال والتضحية مهما كلف الأمر... هكذا هم الأسرى.
بقلم: ثامر سباعنه
سجن شطه 2013