يصادف اليوم ذكرى مرور 49 عاماً على النكسة، حيث أكمل كيان الاحتلال احتلاله لبقية الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، وأراضٍ بدول عربي؛ الجولان في سوريا وسيناء في مصر، وذلك بعد مرور 19 عاماً على نكبة فلسطين، وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه.
ولاتزال تبعات هذه النكسة قائمة في الواقع العربي، باستمرار الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي العربية في الضفة الغربية وهضبة الجولان، كما لا تزال تفاعلاتها وتداعياتها ماثلة في الواقع العربي، الذي يعيش أسوأ حالاته.
ففي صباح 5 حزيران/يونيو 1967 قام كيان الاحتلال بالهجوم على القوات العربية المصرية والسورية والأردنية، واحتلال أجزاء من أراضيها، فيما عرف بعد ذلك بـ"عدوان الخامس من حزيران"، تحقيقاً لرغبة الكيان في ضم الأراضي المجردة من السلاح في شمال فلسطين، وتحويل روافد نهر الأردن.
فبعد إنشاء الدول العربية هيئة خاصة لاستثمار موارد هذه الروافد، امعن كيان الاحتلال في تنفيذ ضم الأراضي وتحويل الروافد بقوة السلاح؛ وصعّد استفزازاته بضرب المعدات الخاصة بهيئة استثمار الروافد، والتحرش بالمزارعين السوريين؛ ما أدى لزيادة حدة الاشتباكات حتى وصلت إلى الاشتباك الجوي يوم 741967.
بعد ذلك، تواترت الأخبار عن تجهيز كيان الاحتلال للحرب، وتوجد تقارير موثقة بهذا الخصوص استندت إليها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"؛ فأعلنت مصر حالة التعبئة القصوى؛ لالتزامها باتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا والموقعة في 4111966. وطلبت مصر من قائد قوات الطوارئ الدولية سحب قواته يوم 165 من سيناء، وتم ذلك يوم 195، وأعلن جمال عبد الناصر إغلاق مضائق تيران يوم 235 في وجه الملاحة "الإسرائيلية"، وهذا ما اعتبره الاحتلال إسرائيل بمثابة إعلان حرب.
شرعت القوات المصرية والسورية تتوجهان نحو جبهات القتال، ووصلت فصائل من القوات الكويتية والسودانية والجزائرية إلى الجبهة المصرية، وتوجه الملك حسين إلى مصر يوم 305 وعقد معها اتفاقية دفاع مشترك، ووضعت القوات الأردنية تحت تصرف القيادة المشتركة. واتضح من التعديلات داخل حكومة الكيان والتدابير الاستثنائية نية كيان الاحتلال بالعدوان.
وفي ليلة 4-5/6 طلب السفيران الأمريكي والسوفيتي من عبد الناصر عدم البدء بالهجوم؛ ولم تمض ساعات قليلة حتى بدأ كيان الاحتلال الحرب.
على الجبهة المصرية، قامت طائرات الاحتلال بإخراج الطيران المصري من المعركة من الضربة الأولى؛ إذ تم ضرب الطائرات في مهابطها قبل أن تقلع، وهاجمت طائرات الاحتلال جميع المطارات العسكرية تقريباً من الصعيد إلى القاهرة. وحمل مخطط الكيان اسم "حركة الحمامة". وقامت بحرية الاحتلال بغارات على الموانئ المصرية في إطار العدوان الشامل، وقدرت الخسائر المصرية بـ10 آلاف شهيد ومفقود وخسارة 80% من عتداد الجيش.
وعلى الجبهة الأردنية وجه كيان الاحتلال ضربة لسلاح الجو الملكي فدمرت 32 طائرة في مطاري عمان والمفرق. وقد حدثت معارك دامية في القدس، والضفة الغربية عموماً. ورغم صمود الجيش الأردني؛ إلا أنه اضطر للانسحاب تحت الضغط الهائل للقوة الإسرائيلية يوم 66 مساء، وقد قدرت خسائر الأردنيين بـ"6094" شهيداً، وخسارة 150 دبابة.
وعلى الجبهة السورية، لم يبدأ القتال حتى يوم 96، عدا عن الهجوم السوري على مصافي النفط في حيفا يوم 56 والذي رد عليه الكيان بتدمير 60 طائرة سورية.
بدأ الهجوم البري لجيش الاحتلال على الجبهة السورية صباح 96 بقصف جوي مركّز على المواقع الدفاعية، ودمر 40 دبابة، وتابعت جيش الاحتلال هجومها يوم 106، واستولى على قمم جبل الشيخ الجنوبية وشمال الجولان، وخسرت سوريا 1000 شهيد و70 دبابة.