شاركت حشود كبيرة، بعد عصر اليوم الخميس، في مهرجان "انتفاضة القدس طريق العودة" في دير البلح وسط قطاع غزة، والذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي، وشاركت فيه الفصائل والقوى والعديد من الفعاليات، إحياء للذكرى الـ68 للنكبة.
وقال القيادي في حركة الجهاد أحمد المدلل: "لن يستطيع الاحتلال كسر إرادة الشعب الفلسطني المستمر بانتفاضة القدس"، وأضاف: "الوحدة الفلسطينية هي ضرورة شرعية ووطنية لمواجهة الإجرام الصهيوني".
وألقى كلمة المهرجان القيادي في حركة الجهاد، خالد البطش، مؤكدة على قدسية فلسطين، وهو ما تؤكده الآيات القرآنية، ورحلة الإسراء والمعراج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم.
وقال: "تمكث النكبة 68 عاماً بالتمام والكمال، ونعيش ذكراها في هذه الأيام لكي تذكرنا أن الصراع مع الاحتلال لن ينتهي لا بالتسويات ولا بالتفاوض، وفلسطين لم ولن تقبل الاستسلام وتأبى إلا أن تكون عزيزة برجالها ونسائها وترابها، لذا ستستمر المعركة مع العدو ولن يكون هناك فصال بيننا وبين العدو إلا بالمقاومة والسلاح حتى يعود اللاجئون إلى أرضهم، هذا صراع مستمر لن ينتهي أبداً إلا لصالحنا وسيبقى الصراع مفتوحاً حتى يأذن الله لنا بالنصر والتمكين".
وقال: "إن ميلاد المسيح عليه السلام، وكل الأنبياء الذين جاؤوا إلى فلسطين والنبي محمد، صلوات الله عليهم، تؤكد أن الأرض تستمد طهرها من آيات الله عز وجل، فهذا الصراع مع المحتل مكسو بالرعاية الربانية، وبموقف فلسطيني لا يقبل القسمة ولا الحلول التصفوية ولا أي رهانات على حساب اللاجئين، الحل الذي سنرضى به هو العودة للبيت والقرية والمدينة والوطن.. هذه الأرض التي يعلم المولى سبحانه وتعالى وخالقنا، أنه سيأتي علينا زمان تضعف فيه الأمة وتنهار فيه موازين القوى لصالح العدو، ويفكّر البعض بالتنازل، ولكننا نؤكد على حقنا في فلسطين، وأن لا حلول على حساب اللاجئين ولن نقبل سوى العودة إلى الأرض".
وأضاف: "مازال الأمل موجود ويتجدد بلمعة سكين مهند حلبي وضياء التلاحمة وعلاء أبو جمل وغيرهم، وصرخات الأطفال، وسلاح المقاومين بأن هذه الأرض لن يتخلى عنها أصحابها وستستمر هذه الانتفاضة، ويستمر كل أبناء شعبنا بمقارعة المحتل حتى ندحره ونخرجه من أرضنا وقدسنا". وقال: "هذه الأرض التي احتضنت الشهداء والأسرى، هذه الثلة المجاهدة تدفعنا للتمسك بأرضنا وقدسنا، وعندما تختلف موازين القوى لن نرضخ للاحتلال، ونؤكد على حقنا في فلسطين كل فلسطين، واستمرارية انتفاضة القدس، وحقنا في المقاومة، ورفضنا لأي مبادرة أو تسوية سياسية، كما ونؤكد أن المقاومة هي الطريق للعودة والتحرير، وحق العودة للاجئ الفلسطيني لا انتقاص فيه وهو غير قابل للنقاش".
ودعاء البطش "أبناء امتنا العربية للعودة إلى فلسطين القضية المركزية، فالصراع الحقيقي هو على أرض فلسطين، ضد العدو ضد من يحتل المقدسات والأراضي، وضد من دنّس المقدسات الإسلامية والمسيحية، لذا ندعو جميع الدعاة والعلماء والوعاظ وأضحاب الرأي ومن هم في موقع المسؤولية بأن يوقفوا هذا النزيف في الوطن العربي، أوقفوا هدر المقدسات عودوا إلى فلسطين وصونوا مسرى النبي، شاركوا معنا في دعم المقاومة والمرابطين في فلسطين والقدس والضفة، اكسروا الحصار الخانق والظالم على قطاع غزة.. فالقدس تستصرخكم ومعراج النبي يستصرخكم للعودة إلى فلسطين، لكي نستعيدها ونحررها".
وختم البطش كلامه بتوجيه التحية لكل أبناء شعبنا والمنتفضين في الضفة والقدس وأراضي 48، وأهلنا في قطاع غزة المحاصرين، وأهلنا في الشتات، مؤكداً أن سيوفنا وسلاحنا سيبقى مشرعاً في وجه الاحتلال ومخططاته. وأن دماء الشهداء ستظل دافعاً لنا في مواجهة الاحتلال وحجة على كل من يفكّر في التفريط بذرة من تراب فلسطين.
كما كانت هناك كلمة باسم الأسرى والأهالي، ألقاها الأسير المحرر محمد أبو جلالة، حيث شدد على أن مزاعم الاحتلال بأن "الكبار يموتون والصغار ينسون" هي ادعاءات زائفة لا وجود لها، فمازال أطفال وشباب وكهول ونساء شعبنا يقارعون المحتل ولو بالحجر أو بأقل القليل، فنقول للعدو بأن رهانكم خاسر، لأن فلسطين محفورة في وجداننا وقلبنا، وفي جذع ذاكرتنا، ووجدان أبنائنا.
وقال أبو جلالة: "عهدنا أن نبقى مع الأسرى حتى تحريرهم من معتقلات الاحتلال".
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)