أحيا الفلسطينيون في فلسطين المحتلة والشتات، الذكرى الـ40 ليوم الأرض.. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي اعتدت على المتظاهرين بهدف قمع فعاليات إحياء يوم الأرض..

الأراضي المحتلة

ويعمّ الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إضراباً عاماً وشاملاً، بالتزامن مع تنظيم سلسلة من الفعاليات.

وكانت وفود وحشود كبيرة في سخنين داخل فلسطين المحتلة، قد توجهت إلى مقبرة الشهداء في المدينة، لزيارة أضرحة الشهداء ووضع أكاليل الزهور عليها.

وأكدت الوفود مكانة الشهداء وأهمية يوم الأرض في تاريخ الشعب الفلسطيني، وضرورة الحفاظ على إحياء هذه الذكرى، قبل أن تتوجه إلى مدينة عرابة، لزيارة ضريح الشهيد خير ياسين، وقراءة الفاتحة على روحه، ووضع  أكاليل الورد.

وخرجت مسيرة مركزية حاشدة من بلدة سخنين باتجاه عرابة البطوف في المثلث إحياء لمناسبة يوم الأرض.

ونظّم مهرجان جماهيري حاشد في مدينة عرابة البطوف، شارك فيه الآلاف من أهالي عرابة البطوف وشخصيات محلية وقروية. وآلاف آخرون انضموا إلى المهرجان بعد مشاركتهم في المسيرة المركزية التي انطلقت من مدينة سخنين.

وأكد الأهالي تمسكهم بكامل التراب الفلسطيني.

وكان رئيس بلدية عرابة البطوف في فلسطين المحتلة، أحمد كناعنة، قد ألقى كلمة أكد فيها تمسك الفلسطينيين بأرضهم، وتراثهم وثقافتهم.

وقال كناعنة إن كل الفلسطينيين مستعدون لتقديم دمائهم للمحافظة على الأرض والكرامة الفلسطينية.

كما شهدت قرية أم حيران في فلسطين المحتلة، مهرجاناً مركزياً، وشارك عشرات الأهالي في مسيرة لإحياء ذكرى يوم الأرض.

وندد المشاركون بانتهاكات الاحتلال التي تهدد قريتهم بالمصادرة لصالحه ولإنشاء مستوطنة على أراضيها أطلق عليها الاحتلال اسم حيران بحسب المخطط التهويدي.

وغرس أهالي قريتي أم حيران وعثير أشجار زيتون  في ساحة مسجد قرية أم حيران، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية مؤكدين تمسكهم بأرضهم وأحقية الشعب الفلسطيني بالبقاء فيها.

وفي كفركنا شارك المئات من الأهالي في إحياء ذكرى يوم الأرض وشهداء البلدة، الذين ارتقوا في هذا اليوم قبل نحو 40 عاماً.

وبمشاركة فعاليات وشخصيات في المنطقة انطلقت المسيرة من أمام النصب التذكاري لشهداء كفركنا، حيث تليت سورة الفاتحة لأرواحهم وصولاً إلى النصب التذكاري للشهيد خير الدين حمدان، وبعدها تابع المشاركون مسيرتهم حاملين الأعلام الفلسطينية إلى مكان  ارتقاء محسن طه شهيد يوم الأرض، وهناك ألقيت كلمات بالمناسبة.

كما نظمت جمعية ألبير والحراك الشبابي في عارة عرعرة المحتلة مسيرة بعنوان "الوفاء لأراضي الروحة".

وشارك العشرات من الشبان والشابات والأهالي في بلدات وادي عارة، بالمسيرة التي انطلقت من منتجع تل المرح إلى منطقة أراضي الروحة سيراً على الأقدام.

وتخللت المسيرة العديد من الفعاليات الوطنية والتراثية والفنية.

الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، قمعت قوات الاحتلال المتظاهرين الذين خرجوا شمال نابلس إحياء ليوم الأرض الفلسطيني.

واحتجزت قوات الاحتلال سامي دغلس رئيس مجلس قروي برقة وغسان حمدان مدير الإغاثة الطبية لبعض الوقت أثناء مشاركتهما في المسيرة.

كما سجّلت عشرات حالات الاختناق بين صفوف المشاركين بعد قمعها من قبل قوات الاحتلال، بالأعيرة النارية وقنابل الغاز.

كما اندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أمام معتقل "عوفر" غرب مدينة رام الله، بعد قمع الاحتلال "مسيرة يوم الأرض".

وكان عشرات الفلسطينيين قد انطلقوا عند الساعة 12 ظهراً في مسيرة جماهيرية من مدينة رام الله باتجاه معتقل عوفر، تلبية لدعوة القوى الوطنية والإسلامية بالمدينة.

وقمعت قوات الاحتلال محاولة مجموعة من الناشطين قصّ السياج والوصول إلى أراض زراعية صادرتها قوات الاحتلال من منطقة المسلخ شرق مدينة البيرة، بدعوة من حركة فتح في محافظة رام الله والبيرة، وذلك في إطار إحياء الشعب الفلسطيني للذكرى الـ40 لشهداء يوم الأرض.

ونجح النشطاء وطلبة جامعة القدس المفتوحة في رام الله والكلية العصرية الجامعية في الوصول إلى الأرض، وقطع جزء من الأسلاك الشائكة، ورفع العلم الفلسطيني عليها، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتطلق قنابل الغاز والصوت نحو الموجودين.

وفي سلفيت نظمت القوى الوطنية مسيرة لإحياء يوم الأرض، في منطقة باب المرج التي يستهدفها الاحتلال ببلدة ديربلوط.

وشارك المئات من المواطنين في الفاعلية التي حملت شعارات مناهضة للاحتلال، مؤكدة على التمسك بكامل التراب الفلسطيني.

قطاع غزة

كما نظمت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة مسيرة حاشدة انطلاقاً من عزبة عبد ربه باتجاه نقطة الجمارك عند حاجز بيت حانون، إحياء للذكرى الـ40 ليوم الأرض.

هذا وسيقيم المكتب الإعلامي الحكومي فعالية لتكريم شهداء الحركة الإعلامية، الذين ارتقوا خلال تغطيتهم لاعتداءات الاحتلال، حيث ستتم زراعة مجموعة من الأشجار في ساحة السرايا تحمل أسماء الشهداء الصحافيين.

وشددت الكلمات خلال المسيرة على استمرار انتفاضة القدس وفاءً لتضحيات الشعب الفلسطيني، وطالب المتحدثون الفصائل الفلسطينية بوقفة شجاعة ورأي موحد، رداً على قرار "الكنيست" إبعاد أهالي منفذي العمليات الفدائية.

في السياق، أكد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش، أن الصراع مع الاحتلال وطني وعقائدي، وأن انتفاضة القدس مستمرة  حتى استرداد كافة الحقوق المسلوبة.

وخلال مقابلة خاصة مع فضائية فلسطين اليوم بذكرى يوم الأرض، وجّه البطش كلمة للأمة العربية طالبها بوقف نزيف الأمة وحقن الدماء، وتوجيه كل الطاقات نحو فلسطين، معتبراً أن ما يحصل في العالم العربي فرصة ذهبية للاحتلال لتنفيذ مخططاته.

ونظمت الجبهة الديموقراطية في قطاع غزة، حملة لزراعة أشجار الزيتون في أراضي المواطنين المجرفة في منطقة البحيري شرق مخيم المغازي، إسناداً للمزارعين في ذكرى يوم الأرض.

واشتملت الحملة التي شاركت فيها فعاليات شعبية، على زراعة أشتال من شجر الزيتون في مناطق يصعب الوصول إليها، لوقوعها تحت مرمى نيران جنود الاحتلال شرقاً.

وتهدف الحملة، وفق القائمين عليها، إلى الحق الفلسطيني الواضح بأرضه وتأكيد عدم الاستسلام لاعتداءات الاحتلال المستمرة بحق المزارعين.

لبنان

وفي لبنان، نظّم عشرات اللاجئين الفلسيطينيين اعتصاماً أمام مقر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في الأمم المتحدة "الأسكوا" بذكرى يوم الأرض.

وشارك في الاعتصام عدد من ممثلي أحزاب لبنانية وممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية، ورفعوا لافتات وشعارات تؤكد أحقية الشعب الفلسطيني بالأرض.

وأكد المشاركون خلال كلماتهم أن يوم الأرض خير دليل على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، مشيرين إلى أن جرائم الاحتلال بحقهم ستدفعهم إلى خيار المقاومة.

كما نظّم النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت، احتفالاً برعاية الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وذلك لإحياء يوم الأرض.

وبدأ الحفل في مسرح الجامعة بحضور عدد من الطلاب والطالبات والهيئة الأكاديمية وشخصيات وطنية فلسطينية ولبنانية عدة، وأكد المشاركون أهمية إحياء يوم الأرض التاريخي واستمرار معركة الأرض مع الاحتلال، موجهين التحية لأرواح شهداء يوم الأرض.

وتخلل الحفل معرض صور يجسّد يوم الأرض الخالد في الأراضي المحتلة العام 48، وانتفاضة القدس المستمرة، كما قـدمت كل من فرقة جبل الزيتون للأغنية الوطنية وفرقة جفرا للفنون الشعبية عروضاً فنية بالمناسبة.

وفي قصر اليونيسكو بالعاصمة اللبنانية بيروت، افتتحت جمعية التراث الوطني الفلسطيني؛ معرض التراث الفلسطيني وذلك لإحياء يوم الأرض.

ويستمر المعرض 3 أيام وقد شهد خلال افتتاحه مشاركة فاعلة من قبل جمعيات فلسطينية ولبنانية وحضور كثيف عكس اهتمام اللاجئين في مخيمات لبنان بإحياء تراثهم في يوم الأرض.