أيام قليلة تفصل فلسطين عن الحدث الوطني الكبير، بإطلاق أطول جدارية في العالم تحاكي تاريخ القدس وصولا لنبض الانتفاضة الشعبية المستمرة حتى الآن، بطول 2300 مترمتخطية بذلك الرقم العالمي المسجل بحوالي 150 مترا.
ويعمل القائمون على تنفيذ ورعاية الجدارية بمركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بخانيونس جنوبي قطاع غزة، بالتعاون مع المئات من الفنانين التشكيليين على قدم وساق لإنهاء التحضيرات اللوجستية كافة، لترى الجدارية الأطول النور في ذكرى يوم الأرض، الأربعاء القادم ،30-3-2016،على أرض الكتيبة بغزة الساعة الـ10 صباحا.
وبحسب القائمين على الجدارية بمركز نوار، فإن الجدارية ستتخذ شكل قبة الصخرة وباب العامود، بمجسم يعد الأول والأضخم من نوعه، ومن ثم سيتم عرضها على طول 2300 متر في شارع صلاح الدين بغزة بعد انتهاء الفعالية.
وتقول مديرة مركز نوار، نجوى الفرا، "نعمل منذ شهور بمشاركة المئات من الفنانين لنحيي ذكرى الأرض بحدث فلسطيني عالمي، للفت أنظار العالم بأن هناك شعبا يضحّى بكل ما يملك من أجل استرداد أرضه وحقوقه الذي ما زالت إسرائيل تواصل سرقتها يوما بعد يوم، والتأكيد على حق العودة، وبرسالة واضحة بأننا شعب متجذر بأرضه ومستمر في مواجهة كل مخططات التهويد والغطرسة الإسرائيلية بكل أشكال المقاومة بما فيها المقاومة بالفن" .
وحول تصدر صورة المتضامنة الراحلة راشيل كورى دعوة الجدارية ،بينت الفرا أنه "من المهم في يوم الأرض نستذكر شهدائنا الذين روت دمائهم الذكية الأرض وهو يدافعون عنها وعن حقهم بالحرية، وكل المتضامنين أيضاً الذين ناصروا قضيتنا وماتوا على ارض فلسطين يدافعون عن أهلها ضد العنجهية والغطرسة الإسرائيلية، ومنهم كوري التي ماتت وهى تتصدى لجرافة الاحتلال لتمنعها من هدم منازل المواطنين برفح" .
ومنذ عام 1976 يحيى الفلسطينيون سنويا ذكرى يوم الأرض؛ للتأكيد أن الأرض هي حق تاريخي للشعب الفلسطيني مهما تعددت أساليب الاحتلال في المصادرة والهدم والتشريد والقتل لهذا الشعب، فعندما أعلنت إسرائيل نيتها مصادرة أراض عربية فلسطينية في الجليل لإقامة مستوطنات يهودية ومنشآت عسكرية، اندلعت في ذلك اليوم مواجهات بين أصحاب الأرض الفلسطينيين العزل وقوات الاحتلال الإسرائيلي أدت إلى استشهاد ستة فلسطينيين من مناطق سخنين وعرابة وكفر كنا والطيبة ومخيم نور شمس.
