شارك الآلاف من الأهالي، ظهر اليوم السبت، في موكب تشييع الشهيدة كلزار عبد الحليم العويوي، إلى مثواها الأخير في مقبرة الخليل، بالضفة الغربية المحتلة.
وانطلق موكب التشييع من أمام مسجد الحسين، حيث تم أداة الصلاة على الشهيدة كلزار، بعد إلقاء ذويها نظرة الوداع الأخيرة عليها، وصولاً إلى مقبرة الخليل، حيث تم مواراتها في الثرى.
وردد المشيعون هتافات التكبير والدعم للانتفاضة، داعين للرد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، المتواصلة بحق أبناء شعبنا في الضفة والقدس وقطاع غزة.
كما أكدت كلمات عدة خلال تشييع الشهيدة كلزار أن الاحتلال لا يفرق بين فلسطيني وآخر، وجميعنا أهداف للقتل والإعدام الميداني، داعين للرد على جرائم الاحتلال، وملاحقته في جميع المحافل الدولية.
هذا وقال شريف العويوي شقيق الشهيدة كلزار، لمراسلة فضائية فلسطين اليوم، أن العائلة تفاجأت بخبر استشهاد ابنتها، ولا تعرف ماذا حصل معها بالتحديد. وقال: "ندعو للشهيدة كلزار بالرحمة ولجميع الشهداء، نحن في العائلة 6 شباب و6 بنات، وكلزار لها أخت توأم، كانت متفوقة في مدرستها وحازت من الدلال داخل العائلة الشيء الكثير.. هي لم ترض الظلم من قبل الاحتلال، ولا نعرف ما حصل معها بالتحديد ونحن تفاجأنا بخبر استشهادها، فقد فقدنا الاتصال بها وأخبرتني الوالدة أنها تأخرت لساعة عن موعد وصولها إلمفترض إلى المنزل، حتى علمنا بخبر استشهادها والحمد لله على كل شيء".
وأضاف: "أوجّه رسالة لكل الفصائل يكفي انشقاق وبعد واشعروا بوجعنا وهمنا.. ندعوهم للوحدة وإنهاء الانقسام ووضع مصلحة شعبنا فوق كل المصالح الخاصة وفوق أي حسابات لأي فصيل هنا وهناك".
بدوره، قال محافظ الخليل كامل حميد لمراسلة فضائية فلسطين اليوم، إن: "جرائم الاحتلال هدفها واضح، ولا يخفى على أي إنسان أن عمليات القتل هدفها الترويع والترحيل والاستيلاء على البيوت المحيطة بالحرم الإبراهيمي وإقفال المزيد من المحال، وهذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال تسعى لتحقيق كل ذلك.. وقد شهدنا كيف أن المستوطنين يبدأون بالدخول لبيوت الأهالي في الخليل، ومن ثم ترفع قضايا ضد دخولهم فيتدخل جيش الاحتلال ويستولي على تلك البيوت، هو سيناريو مكتمل، ولا أحد يعرف ما يحيكه الاحتلال داخلياً لاستكمال مخططاته".
وأضاف: "نتوجه للمجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، لا أحد مقتنع أن طفلة يمكن أن تشكّل خطراً على جندي مدجج بالسلاح ومحاط بالحواجز الالكترونية وبكل وسائل الحماية، هي إجراءات للاحتلال من أجل تحقيق الهدف والمخطط الذي وضعه منذ العام 97 لاستهداف الخليل والضفة الغربية".
وفيما يتعلق بتوثيق جرائم الاحتلال لاسيما عبر التشريح، قال محافظ الخليل: "المؤسسات الدولية لا تعترف إلا بالتشريح ونتائجه ونحن بدأنا نوثق ذلك بعد الدخول للمؤساست الدولية، بعد أن أصبحنا أعضاءً في هذه المؤسسات التي لا تعترف إلا بالتشريح الرسمي ونتائجه لنبيّن لهم الخطر الذي يمكن أن يشكله الجندي على طفل فلسطيني، ونحن هنا نشكر جميع أهالي الشهداء لتعاونهم معنا في هذا الجانب. أما عن جدوى التشريح والتوثيق فمعروفة وواضحة ولاسيما لجهة فضح ممارسات وجرائم الاحتلال، وهي ترعب سلطات الاحتلال لأنها تبيّن بالدليل القاطع أن عملية القتل هي جريمة مكتملة واستهداف الشهداء جاء بشكل مباشر، مع تركهم ينزفون دون السماح بتقديم العلاج لهم حتى يرتقوا شهداء.. ومن أهداف عملية التشريح والتوثيق سعينا لتدخل المجتمع الدولي وحتى نستظيع محاكمة الاحتلال لاحقاً عندما يحين الوقت المناسب".
يشار إلى أن، زميلات الشهيدة من طالبات مدرسة وداد ناصر الدين بمدينة الخليل، كنّ قد قمن بتأبين الشهيدة الطالبة كلزار العويوي، حيث أكدن على مناقب الشهيدة، وأنها كانت من الطالبات المتفوقات في المدرسة.
جدير بالذكر، أن الطفلة كلزار محمد عبد الحليم العويوي (17 عاماً)، من مدينة الخليل، استشهدت أمس السبت، برصاص قوات الاحتلال، بذريعة محاولتها تنفيذ عملية طعن استهدفت أحد جنود الاحتلال عند حاجز عسكري قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وبذلك يرتفع عدد شهداء محافظة الخليل إلى 56 شهيداً، فيما بلغت حصيلة الشهداء في الضفة والقدس وقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 48، 178 شهيداً ارتقوا برصاص الاحتلال ومستوطنيه خلال انتفاضة القدس المتواصلة.
خاص/ (موقع فضائية فلسطين اليوم)
https://www.youtube.com/watch?v=IOwMg3VT9I4
https://www.youtube.com/watch?v=PDHYxCC2l58