أوضح تقرير إحصائي أصدره مركز "كيوبرس" الإعلامي أن نحو 1160 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك خلال تشرين ثاني/نوفمبر الماضي.
وحسب التقرير، فإن من بين المقتحمين 117 عنصراً من مخابرات الاحتلال، والباقي من المستوطنين وأفراد الجماعات والمنظمات الناشطة في مجال "الهيكل" المزعوم.
ولفت إلى أن "الاقتحامات كانت بغالبيتها هادئة" بسبب التضييقات التي يفرضها الاحتلال على المصلين داخل الأقصى وفي محيطه، مبيناً أن متوسط عدد المقتحمين في اليوم الواحد كان 40 مستوطناً، وحصل 22 اقتحاماً.
وأوضح أن العدو في الوقت ذاته واصل حملات التهويد، والتي كان من أبرزها نقل صلاحية إدارة منطقة القصور الأموية جنوب الأقصى إلى جمعية "إلعاد" الاستيطانية، والتي اعتبرها مختصون أنها إشارة واضحة إلى استمرار وتعميق الحفريات ومشاريع التهويد حول وأسفل المسجد.
كما صودق في اليوم الأخير من الشهر الماضي على مشروع "بيت الجوهر- بيت هليبا" التهويدي غرب المسجد الأقصى، وبإيعاز من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى قرار ما يسمى "المجلس الوزاري المصغر ـ الكابينيت" بحظر الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، وإخراجها عن "القانون"، وإغلاق وإخراج 20 مؤسسة أهلية أيضًا عن "القانون"، منها مؤسسات تعنى بشؤون القدس والأقصى، الأمر الذي اعتبر كعقاب للحركة الإسلامية بسبب نشاطها في الدفاع عن الأقصى، وضرب لنشاطات التواصل الدائم معه.
ونوّه إلى أن العدو واصل تشديد حصاره على المسجد الأقصى وحركة المصلين الوافدين إليه وبين أسواره، كما شدد من تضييقه على حركة الحراس، واستمر في اخلاء محيط المسجد من المرابطين والمرابطات الممنوعات من الدخول إليه.
ويستدل مما سبق أن الاحتلال استمر في عدوانه على الأقصى واقتحاماته بنفس العدد والوتيرة، لكن مع تشديد ومنع أي مبادرة أو حراك يتصدى لهذه الاقتحامات داخل الأقصى أو في محطيه.
وهذا يعني – بحسب "كيوبرس"- أن العدو بدأ يعتمد أسلوب "الاقتحامات الهادئة"، والتي لم تخل من محاولات متكررة من قبل المستوطنين من أداء طقوس تلمودية، خاصة في منطقة باب الرحمة، والتي عادة ما كانت تنتهي بإخراجهم إلى خارج حدود المسجد الأقصى.
وأضاف المركز أنه بالرغم من كل إجراءات الاحتلال، فإن المسجد الأقصى شهد خلال الشهر الماضي تواجدًا ملحوظًا من الرجال والنساء والأطفال من القدس والداخل الفلسطيني المحتل.
وعلى المستوى الميداني، توالت التحذيرات من قبل هيئات وشخصيات مقدسية من خطورة ما بات يعرف بـ "تفاهمات كيري"، ومن ضمنها نصب كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى، وفي خطوة صعب تفسيرها حتى الآن هو حضور طاقم أردني إلى المسجد للمعاينة ووضع تصور حول أماكن نصب هذه الكاميرات، بالرغم من وجود معارضة واضحة لمثل هذه الخطوة.
وأوضح "كيوبرس" أن كل ذلك يأتي في ظل استمرار "انتفاضة القدس" ودخولها شهرها الثالث، وتصعيدها في مدينة القدس نفسها، وهي التي انطلقت أساسًا دفاعًا عن الأقصى، مما يشير إلى دلالة واضحة أن جذوة الانتفاضة انتصارًا للقدس والمقدسات ما زالت مشتعلة ومستمرة.