Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

في عيونهم التحدي والنصر.. خالد معالي

في عيونهم التحدي والنصر.. خالد معالي

  سرعة الحكم على الأشياء والحوادث ومحاولة فهم الحراك الحالي في الضفة الغربية؛  تقود للقول أن الضفة ما قبل عملية نابلس ليست هي الضفة ما بعد العملية؛ ويعود ذلك لعوامل كثيرة، تتعلق بصنع الحدث وريادته- نغزوهم ولا يغزونا - والعبرة ليست بكثرة العتاد فـ "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".

بركات الحراك الحالي كثيرة جدا؛ سواء من سماها أعمال مقاومة أو هبة أو انتفاضة أو غير ذلك؛ ومن بينها انخفاض حركة المستوطنين على الطرقات؛ ورفع كلفة الاحتلال والاستيطان بعدما كان يصل للمجان.

قد يقول قائل من السابق لأوانه القول بان الحكم على الأحداث أو الحراك هو يصب في صالح القضية الفلسطينية؛ وبأن غبار المعركة لم ينقشع بعد وبشكل تام؛ ولكن باستعراض سريع لمجريات الاحداث يتبين لنا أن عمليتين من قبل رجال المقاومة استطاعوا حتى اللحظة  دب الرعب في صفوف الاحتلال ومستوطنيه.

فقد كتبت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن عملية القدس: عملية الطعن في القدس وفي الطريق المؤدية لحائط البراق هي عملية إستراتيجية، وهدفها أكبر من قتل اليهود، بل هدفت بالدرجة الأولى لردع اليهود عن زيارة أماكنهم المقدسة".

صحيح أن دولة الاحتلال هي دولة نووية ومتفوقة عسكريا؛ إلا أنها دولة مهزومة نفسيا، مرعوبة من مقدسية مرابطة تكبر "الله اكبر" في المسجد الأقصى؛ فقلوبهن يملؤها الإيمان والثبات في باحات المسجد الأقصى ورفض تدنيسه من المستوطنين.

التطور النوعي المتوقع في الأداء المقاوم؛ وما حصل من قتل لأربعة مستوطنين؛ غيّر المعادلة القائمة مع المستوطنين؛ وكبح جماحهم بالتغول المتزايد للاستيطان وجعل ثمن مواصلة الاستيطان مرتفع.

يمكن قراءة تحقيق الانجازات على الاحتلال والمستوطنين؛ وتحقيق النصر لاحقا؛ في عيون الجيل الناشئ الذين يواصلون تحديهم لجبروت الاحتلال وإجرامه، فترى المعنويات مرتفعة ومستعدة للشهادة وتقديم الغالي والرخيص لعيون القدس، وأرجعت لهم عمليتا نابلس والقدس الثقة بالنفس وقدرتهم على صنع الحدث باقتدار.

يأمل كل فلسطيني انه كما وحد دم عائلة دوابشة الكل الفلسطيني ووحدت الفرحة بالثار لهما في عمليتي نابلس والقدس؛ أن يوحد وبشكل نهائي الجميع ضمن برنامج مقاوم والتخلص من "اوسلو" الذي ثبت فشله.

العالم يترقب بحذر ويدرس بتمعن الحراك الحالي، فما عادت دولة الاحتلال كما كانت في السابق من حيث القوة وهذا باعتراف مفكريها؛ فعالم اليوم لا يحترم صاحب الحق الضعيف؛ بل يحترم صاحب الحق القوي، الذي يعد للعدو ما استطاع من قوة ليرهب بها الأعداء ويفرض شروطه فرضا وليس توسلا وبكاء أمام عدو؛ لا يفهم غير  لغة الاحتلال والاستيطان الرخيص وغير المكلف.