نائل عبد اللطيف شهيد تلو الشهيد، فمواجهات مع الاحتلال، فيعلو الحجر عاليا في سماء فلسطين فوق رؤوس المحتلين ليعلن إنطلاق الإنتفاضة الثالثة.
نعم، هي انتفاضة ثالثة بكل ما للكلمة من معنى، أعلنها الشعب الفلسطيني، وقرر الخوض فيها دون انتظار أي قرارات أو مواقف سياسية قد تصدر عن القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية، ليرتفع صوت الصغير قبل الكبير معلنا رفضه كافة الإجراءات التعسفية والانتهاكات اليومية التي يرتكبها الإحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وبحق المقدسات الفلسطينية بالأخص اقتحامات المستوطنين اليومية لباحات المسجد الأقصى المبارك بهدف تنفيذ مخططات التقسيم والزماني والمكاني للأقصى والخوض في سياساتهم التهويدية، والتي كان دائما ما يتصدى لهى المقدسيون والمرابطون في الأقصى بالتكبيرات وبصدورهم العارية لمنعهم من تدنيس هذه الأماكن المقدسة.
وإن كان البعض لا يرى فيما يحدث إنتفاضة، وإن كان البعض الآخر يرفض أن يطلق عليها مسمى إنتفاضة لموقف أو قرار سياسي معين، إلا أن الواقع، يرفض كل تلك التسميات الأخرى، والمواجهات المتواصلة على مدار الساعة منذ أيام عدة وحتى اللحظة تأبى إلا ان يقول الشارع الفلسطيني كلمته ويعلنها إنتفاضة ثالثة.
الأيام الماضية شهدت ما يزيد على 30 نقطة مواجهة بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال، وصلت حصيلة الشهداء خلالها إلى 4 شهداء بالإضافة إلى ما يزيد على 499 إصابة إختلفت بين إصابات بالرصاص الحي أو المطاطي، أو حالات إختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع وذلك بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، ذلك عدا المواجهات التي كانت تشهدها مدينة القدس وباحات المسجد الأقصى والبلدة القديمة بشكل يومي ومتواصل منذ أشهر.
لم تقف الأمور عند هذا الحد، فرقعة المواجهات بدأت بالتمدد حتى طالت في الـ 5 من تشرين الأول/ أكتوبر مناطق في الأراضي المحتلة عام 1948، فشهدت مدينتي الناصرة وحيفا المحتلتين مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين في الداخل المحتل وشرطة الاحتلال هناك.
واقع الشارع الفلسطيني هذا تبعه تصريحات مؤيدة من القيادة الفلسطينية السياسية والعسكرية فالبعض أعلن النفير العام والآخر أعلن مساندته للشعب وتأييده لضرورة إنطلاق انتفاضة، وهذا الحال لم يقتصر على الضفة الغربية فقط، فغزة أبت إلا أن تقول كلمتها لتساند الضفة إذ شهد مساء الـ 4 من تشرين الأول/ أكتوبر إطلاق صواريخ بإتجاه الأراضي المحتلة والمستوطنات المقامة عند غلاف قطاع غزة.
إذا، بدماء عبيدالله، وحلبي، والهشلمون، والتلاحمة، وآخرين من الشهداء، تشتعل الاراضي الفلسطينية غضباً، وترتوي القدس بدماء ابنائها، ليطلقوا الصوت عالياً، ويعلنوها إنتفاضة، ولا بد إلا أن تكون إنتفاضة ثالثة.