اصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى"، تقريراً تحت عنوان "الكاميرا حين تفضح البندقية" يتناول مختلف الانتهاكات والاعتداءات والجرائم التي تعرّض لها المصورون الصحافيون في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية (ما بين 2012 وحتى منتصف 2015).
واشتمل التقرير الذي أنجز بدعم من مؤسسات المجتمع المفتوح، على مجموعة واسعة من الجداول والبيانات الإحصائية والرسوم الإيضاحية التي تظهر أنواع وطبيعة الاعتداءات والانتهاكات التي تعرّض لها المصورون الصحافيون والجهات التي ارتكبتها وأماكن حدوثها.
ويشير التقرير إلى أن المصورين الصحافيين في الضفة والقطاع تعرضوا خلال الفترة ما بين 2012 ومنتصف 2015 إلى ما مجموعه 593 اعتداءً وانتهاكاًً ارتكب الاحتلال القسم الأكبر والأكثر خطورة منها (469 جريمة واعتداء) او ما يعادل 79% من مجمل هذه الانتهاكات فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة والقطاع ما مجموعه 124 انتهاكاً او ما يعادل 21% منها.
وبيّن التقرير أن أشد هذه الجرائم والاعتداءات جسامة تمثل بقتل 7 مصورين صحافيين برصاص قوات الاحتلال فضلاً عن مقتل المصور في تلفزيون فلسطين بقطاع غزة كمال محمد علي أبو نحل في ظروف غامضة لم يتم الكشف عنها علماً أن الجهات الفلسطينية في غزة عزت الأمر إلى أسباب مرضية كان يعانيها الصحفي أبو نحل.
وحسب التقرير فقد ارتفعت انتهاكات الاحتلال خلال 3 سنوات بنسبة 154% (ارتفعت من 85 انتهاكاً عام 2012 إلى 216 انتهاكاً عام 2014) بينما ارتفعت الانتهاكات الفلسطينية خلال ذات الفترة بنسبة 130% (من 20 انتهاكاًً عام 2012 إلى 46 انتهاكاً عام 2014).
وجاءت اعتداءات الاحتلال ضد المصورين الصحافيين ضمن 14 نوعاً علماً أن معظمها تقع ضمن الاعتداءات الخطيرة على حياة المصورين الصحافيين حيث بلغ عدد الاعتداءات الجسدية المباشرة والإصابات التي طالت المصورين من بين هذه الانتهاكات 283 اعتداءً او ما نسبته 60% من مجمل اعتداءات الاحتلال.
ويشير التقرير إلى أن عدد جرائم واعتداءات قوات الاحتلال ضد المصورين الصحافيين في قطاع غزة بلغت 45 جريمة واعتداء، منها 37 جريمة قتل وإصابة واعتداء، ما يكشف جسامة العنف المستخدم وبعضاً مما تعرضت له الحريات الإعلامية من انتهاكات في القطاع، فضلاً عن أن جميع هذه الجرائم والاعتداءات ارتكبت خلال فترة قصيرة نسبياً وهي المدة التي استغرقتها هجمات جيش الاحتلال على قطاع غزة عامي 2012 و2014.
أما في الضفة الغربية فيوضح تقرير مدى أن معظم اعتداءات الاحتلال التي تم رصدها ضد المصورين وقعت في الضفة (424 اعتداءً من أصل 469) أي أن ما نسبته 90% من اعتداءات الاحتلال ارتكبت في الضفة.
وبخصوص الانتهاكات الفلسطينية ضد المصورين الصحافيين والتي بلغت 124 انتهاكاً فإن 81 منها وقعت في الضفة الغربية (65%)، حيث يوضح التقرير أنها جاءت ضمن 4 مجموعات من الانتهاكات أولها عمليات الاحتجاز والاستدعاء والاستجواب والاعتقال، تلتها الاعتداءات الجسدية، وعمليات منع التغطية، ومصادرة وإتلاف المعدات وحذف المواد المصورة.
ويشير التقرير إلى أن أحد أبرز أسباب استهداف المصورين الصحفيين من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة يعود إلى عدم رغبتها في تغطية المصورين لمسيرات أو اعتصامات احتجاجاً على الاعتقالات السياسية بعد الانقسام الذي حصل في 1562007.
واعرب مركز مدى عن تقديره واعتزازه بالمصورين الصحفيين في فلسطين، الذين عانوا كثيراً ودفع بعضهم حياته أثناء قيامهم بأداء واجبه المهني، وتعرّض الكثير منهم للإصابة مرات عديدة، ولكنهم استمروا في تحدي الصعاب وقدموا نموذجاً يحتذى به.