ـ أسباب تأجيل انعقاد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني. ـ دور الجهاد وحماس والشعبية في ذلك.
ـ هل شكل ذلك طوق نجاة للشعب الفلسطيني.
ـ هل يتم موعد عقد جلسة للمجلس الوطني قبل نهاية العام.
ـ لماذا لا تتلقف الفصائل دعوة الجهاد للإسراع بعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صالح رأفت، بأنه لا توجد ضرورة لاستعجال انعقاد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، والتي تم تأجيلها لثلاثة أشهر.
وأضاف صالح في مقابلة خاصة عبر فضائية فلسطين اليوم، ضمن برنامج حدث وأبعاد اليوم الأربعاء (09-09-2015)، قائلاً: "يجب أن يسبق ذلك دعوة لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ـ الإطار القيادي المؤقت ـ لاجتماع عاجل للبحث بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والاتفاق على عقد جلسة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني، أو تشكيل مجلس جديد تشارك به كل الفصائل بما فيه الجهاد وحماس، وإجراء انتخابات فلسطينية شاملة وبالتزامن".
وحول الاستقالات الجماعية التي تمت من اللجنة التنفيذية قال بأن: "الاستقالات حاولت أن تعطي مبرراً لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني، ونحن في حزب فدا ومن خلال العديد من الاجتماعات الفلسطينية التي تمت عارضنا ذلك، وكنا من دعاة تأجيل عقد الجلسة، وقلنا بأنه يجب أن يتم التواصل مع حركتي الجهاد وحماس والجبهة الشعبية".
وحول ما إذا كان التأجيل قد شكّل حبل نجاة للجميع لاسيما في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام، قال صالح: تم عقد اجتماعين قبل إقرار تأجيل جلسة المجلس الوطني، وكان هناك موقف حاسم من قبل الاتحاد الفلسطيني الديمقراطي (فدا)، ومن قبل الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وأخوة في حركة فتح وشخصيات مستقلة في اللجنة التنفيذية، أصرّوا جميعاً على تأجيل عقد الجلسة واستطعنا ذلك، وهدفنا كان تعزيز دور منظمة التحرير وعدم الذهاب إلى المجهول".
وأضاف: "كان هناك استعجال في الدعوة لعقد جلسة المجلس الوطني، والاستقالات التي تمت هدفت للدعوة لعقد جلسة استثنائية بدون حضور الكثيرين، وبالتالي نقول بأن الحاضرين لن يكون لديهم صلاحيات سوى لانتخاب أعضاء جدد في ظل الاستقالات التي تمت، لكن لن يكون بمقدروهم رسم برنامج سياسي، وبحث انتخاب المجلس المركزي، وتشكيل لجان المجلس الوطني، وهذا يعمق الانقسام القائم على الساحة الفلسطينية". مضيفاً: "نرير عقد جلسة للمجلس الوطني تنهي الانقسام وتعزز وحدة كل الفصائل بما فيها الجهاد وحماس. ونقول نحن الآن تجاوزنا هذه المراحل التي كانت ستأخذنا إلى مزيد من الانقسام".
هذا وأكد صالح بأنه ومن خلال تواصله مع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أكد له "ضرورة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وعقد اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت ـ لجنة تفعيل منظمة التحرير ـ وبالتالي بحث جميع الملفات بما فيها اتفاقات المصالحة وحكومة الوحدة". وقال: "يجب أن نمشي بالتوازي بكل المواضيع لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة بكل مؤسسات المنظمة، لذلك دعوة الإطار القيادي المؤقت ضروري جدا، وآمل أن يبحث الرئيس محمود عباس خلال زيارته للقاهرة ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة تسريع انعقاد جلسة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير حتى ننهي الانقسام الذي تحاول "إسرائيل" تكريسه والاستفادة منه".
وأضاف: "إذا تم التوافق بين الجميع أعتقد أنه بإمكاننا عقد جلسة للمجلس الوطني قبل نهاية العام، وإذا ارتأينا في الإطار القيادي بأن مدة 3 أشهر الموعد المقرر لعقد الجلسة غير كافية، يمكن أن يتم عقد جلسة المجلس الوطني بعد 6 أشهر، إفساحاً في المجال لإجراء الانتخابات"، مؤكداً بأن "المكان المناسب لعقد جلسة الإطار القيادي لمنظمة التحرير هو القاهرة وفي الجامعة العربية تحديداً".
أما فيما يتعلق بدعوة الدكتور رمضان عبدالله الأمين العام لحركة الجهاد، لانعقاد جلسة الإطار القيادي المؤقت، وكيف يمكن أن يتم الاستقادة من دعوة الجهاد التي تسعى للتقريب بين الجميع، قال صالح: "أنا اقدّر حديث الدكتور رمضان، ونحن نلتقي مع هذا المطلب، وكنت أبحث في المسألة مع الأخ سليم الزعنون والأخ عزام الأحمد، حول أهمية الدعوة فوراً لعقد جلسة للجنة تفعيل وتطوير المنظمة ـ الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ـ".
بدوره، قال مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب ـ خلال المقابلة ـ، حول المساعي التي بذلتها الحركة لتأجيل انعقاد جلسة المجلس الوطني: "الجهاد الإسلامي بالأساس واكبت الموضوع فيما يتعلق بعقد جلسة المجلس الوطني، وهي تنظر أن المدخل الحقيقي لانهاء الانقسام والتشظي، هو البدء والشروع بترتيب الوضع العام لمنظمة التحرير الفلسطينية: إعادة تشكيل مجالسها ولجانها وإعادة الحياة إلى مؤسساتها التي كادت أن تبتلعها أو ابتلعتها السلطة، لذلك المقابلة الصحفية التي تمت مع الدكتور رمضان حدد من خلالها بوضوح ما المطلوب لكي تكون منظمة التحرير إطاراً جامعاً لكل الشعب الفلسطيني، وبالتالي كيف نتحدث عن إطار جامع والجهاد حماس خارجه".
وقال شهاب بأن: "محور تحركات الجهاد هو إقناع الأطراف بضرورة عقد جلسة للإطار القيادي المؤقت للمنظمة، والشروع بخطوات عملية وجادة لتشكيل لجنة للتحضير لانعقاد جلسة للمجلس الوطني. لذا طلبنا التأجيل ليس بهدف التعطيل بل أكدنا بأن يتم تأجيل جلسة المجلس الوطني بالتزامن مع الدعوة المباشرة لانعقاد الإطار القيادي المؤقت".
وأكد شهاب بأن الجميع الآن "أمام فرصة مهمة تعتبر مدخلاً لإنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة، ولنكون أكثر صراحة يجب تركيز البحث بملف منظمة التحرير بعيداً عن الملفات الأخرى التي أحدثت المزيد من الانقسام، ونظراً لأن منظمة التحرير هي الأساس، ويجب أن نعيد ترتيبها وإصلاحها وإعادة الحياة لمؤسساتها".
وأكد شهاب بأن: "الوحدة أساس لمواجهة الاحتلال وهناك عوامل كثيرة من الإحباط اعترت المشروع الوطني الفلسطيني، نتاج حالة التشظي والانقسام الحاصل، كان من المهم مرة أخرى كما تحدث الأمين العام لحركة الجهاد الالتفات إلى أن الدعوة لانعقاد المجلس بالطريقة تلك كانت ستكرّس التفرد والانقسام، والقرار الفلسطيني يجب أن يكون بعيداً عن حالة التفرد".
وقال: "نستغرب ممن يسأل عن قرار السلم والحرب أنه بيد من؟! كأنه عيب أن تمارس المقاومة حقها المشروع في الدفاع عن نفسها وعن شعبنا الفلسطيني، علماً أنهم يتفردون بمصالح الشعب الفلسطيني، ولكن حتى لا تكون هذه الفرصة التي نحن أمامها اليوم فرصة للمزيد من التشظي نقول تأجيل جلسة المجلس الوطني خطوة جيدة ومرحّب بها في حال ارتبطت بما بعدها، أي بانعقاد سريع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لبحث ملف المنظمة وإعادة الحياة لها، وبحث الملف الفلسطيني بشكل كامل، والانطلاق بمشروع وطني فلسطيني للتحرير، ولا يجب أن يتم ابتلاع مشروع التحرير الذي استمدت المنظمة اسمها منه، بعيداً عن التفرد ومحاولة فرض مشاريع ورؤى ذاتية أو حزبية أو فصائلية لا تمثل الفلسطينيين. التوافقات التي تمت سابقاً يجب أن توضع على الطاولة للخروج باستراتيجية عمل شاملة، ولا يتحقق ذلك إلا باجتماع الإطار القيادي بشكل بجدي وليس بشكل شكلي".
وقال شهاب: "بعد تأجيل جلسة المجلس الوطني لـ3 شهور يجب الإسراع بعقد جلسة الإطار القيادي المؤقت. في السابق وبحكم التجربية هناك مخاوف من التهرب من عقد جلسة الإطار القيادي، المطلوب استمرار الجهود لتشكيل قوة ضغط لعقد الإطار القيادي المؤقت أو لجنة تفعيل المنظمة، كذلك يجب بل ومن الضروري جداً تنحية خطاب التوتير ووسائل الإعلام مسؤولة عن ذلك، نريد لغة عقلانية جامعة توحد الكل الفلسطيني لأن فلسطين يجب أن تجمعنا وتكون منطلقنا في كل التحركات والبرامج. نجمع أنفسنا على أرضية حماية فلسطين ومواجهة الاحتلال وإنهائه، هذا إذا اردنا أن نكون جادين".
وختم شهاب مؤكداً بأن: "الجهاد وعلى رأسها الدكتور رمضان تقوم منذ سنوات بدور كبير ومساعي كبيرة لرأب الصدع، وباختصار شديد الزيارة الأخيرة للدكتور رمضان إلى القاهرة كانت حول هذا العنوان، الوضع الفلسطيني الداخلي ووقف حالة التدهور وانعقاد الإطار القيادي المؤقت، وعودة القاهرة لممارسة دورها برعاية الجهود الفلسطينية واستعادة المصالحة والوحدة، وقطع الطريق على أي مشاريع أجنبية تسعى لتعزيز الانقسام والهيمنة على شعبنا".
خاص/ (موقع فضائية فلسطين اليوم)