أصدرت الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، بيانا في الذكرى الـ46 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، والتي تصادف اليوم الجمعة.
وقالت الهيئة في بيانها، "إن المسجد الأقصى المبارك لا يزال مستهدفا، وإن الحرائق والجرائم متواصلة بحق المقدسات الإسلامية في القدس".
وأضاف بيان الهيئة، أن صورا كثيرة من الاعتداءات على الأقصى ازدادت وتيرتها مؤخرا، تمثلت بالاقتحامات اليومية لساحاته من قبل قطعان المستوطنين، وبمشاركة وزراء وأعضاء كنيست في كيان الاحتلال. فضلا عن الحفريات المتواصلة تحت المسجد والتي تهدّد أساساته وأروقته.
وختم البيان بدعوة المواطنين الفلسطينيين إلى شدّ الرحال للأقصى والرباط فيه. وبمطالبة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأونيسكو، بالتدخل العاجل ووقف الاعتداءات "الإسرائيلية" المستمرة ضد المسجد المبارك.
بيان الهيئة الإسلامية العليا في القدس في في ذكرى الحريق المشؤوم الـ46
"الهيئة الإسلامية العليا - القدس"
الأقصى المبارك مستهدف، والحرائق متلاحقة
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"سورة البقرة آية 114
القدس/ لازالت الجماهير الإسلامية في العالم كله تستذكر حريق الأقصى الذي وقع صباح يوم الخميس في 21/8/1969م، على يد المجرم (مايكل دنيس روهن) وبتخطيط من الاحتلال الإسرائيلي البغيض. إنها الذكرى العدوانية الحاقدة المشؤومة، ولكن لا تزال الحرائق متلاحقة بهذا الأقصى المبارك وبصور متعددة: من اقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، يتقدمهم سياسيون ونواب كنيست يهود. وكذلك من الجيش الإسرائيلي بملابسه العسكرية لرحاب الأقصى. ومن الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي الأمامي من الأقصى المبارك. بالإضافة إلى التصريحات المحمومة في هذه الأيام من مسؤولين إسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة ومن أعضاء الكنيست المتهورين، تلك التصريحات التي تمس حرمة الأقصى المبارك،والتي تكشف عن أطماع اليهود بالأقصى، والتي تدعي زوراً وبهتاناً بأن الأقصى مقام على أنقاض هيكل سليمان المزعوم!!
إزاء ذلك فإن الهيئة الإسلامية العليا بالقدس توضح موقفها الإيماني المبدئي بما يأتي:
1- إن مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مئة وأربعة وأربعون دونما(الدونم الواحد ألف متر مربع) فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق.
2- إن هذا المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّوجل، وذلك منذ حادثة الإسراء والمعراج،وحتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، وأن المسلمين متمسكون به، ولا تنازل عن ذرة تراب منه. وهو يمثل جزءاً من إيمان ما يقارب ملياري مسلم في العالم في هذه الأيام.
3- لا علاقة لغير المسلمين بهذا المسجد لا سابقاً ولا لاحقاً، كما لا نقر ولا نعترف بأي حق لليهود فيه.
4- نستنكر ونرفض الاعتداءات التي يقوم بها اليهود من اقتحامات متوالية لرحاب الأقصى التي هي جزء من الأقصى، وأن هذه الاقتحامات العدوانية لن تعطيهم أي حق فيه.
5- نستنكر ونرفض الحفريات والأنفاق التي تجريها دائرة الآثار الاسرائيلية تحت الأقصى وفي محيطه.
6- على منظمة اليونسكو أن تقوم بدورها في وقف الحفريات التي تدمر التراث الإسلامي والانساني في مدينة القدس، وتهدد المسجد الأقصى المبارك، وعليها أن تتخلى عن دورها الخجل وعن صمتها في غالب الأحيان، فمدينة القدس موضوعة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في ظل الاحتلال منذ عام 1981 بطلب من الأردن.
7- سيبقى صوت الأذان مرتفعاً فوق مآذن الأقصى والمساجد الأخرى في فلسطين ، هذا الأذان الذي أول من رفعه في جنبات الأقصى هو الصحابي الجليل بلال بن رباح –رضي الله عنه- مؤذن الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-.
8- إن الأقصى أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات ولا الكنيست الإسرائيلي، وهو غير قابل للتفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات ولا لأي تفاهمات.
9- يتوجب على الحكومات في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى، وأن يتداركوا الموقف قبل فوات الأوان، ولات ساعة مندم.
10- نحث على شد الرحال إلى الأقصى في الأوقات والأيام جميعها، وبشكل مستمر، فالأخطار لا تزال محدقة به.
11- تحية احترام وتقدير للمرابطين والمرابطات ولطلاب وطالبات مساطب العلم في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " سورة يوسف آية 21
القدس في 6/ ذو القعدة /1436هـ
وفق: 21 / 8 /2015 م
رئيس الهيئة الإسلامية العليا
الشيخ د. عكرمة سعيد صبري- القدس