أصدرت الهيئة الإسلامية العليا ـ القدس، بياناً لها وصلنا نسخة منه، في الذكرى الـ45 المشؤومة لحريق المسجد الأقصى المبارك، أكدت من خلاله على الخطر المحدق بالقدس والأقصى.
وجاء في البيان: "لازالت الجماهير الإسلامية في العالم كله تستذكر حريق الأقصى الذي وقع صباح يوم الخميس في 21-8-1969. إنها الذكرى العدوانية الحاقدة المشؤومة، ولكن لا تزال الحرائق متلاحقة بهذا الأقصى المبارك وبصور متعددة: من اقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، ومن الجيش الإسرائيلي بملابسه العسكرية لرحاب الأقصى، ومن الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي الأمامي من الأقصى المبارك. بالإضافة إلى التصريحات المحمومة في هذه الأيام من مسؤولين إسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة ومن أعضاء الكنيست المتهورين، تلك التصريحات التي تمس حرمة الأقصى المبارك، والتي تكشف عن أطماع اليهود بالأقصى".
إزاء ذلك فإن الهيئة الإسلامية العليا بالقدس توضح موقفها الإيماني المبدئي بما يأتي:
1- إن مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مئة وأربعة وأربعون دونما (الدونم الواحد ألف متر مربع) فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمصاطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق.
2- إن هذا المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّ وجل، وهو يمثل جزءاً من إيمان ما يقارب ملياري مسلم في العالم في هذه الأيام، وذلك منذ حادثة الإسراء والمعراج، وحتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة.
3- لا علاقة لغير المسلمين بهذا المسجد لا سابقاً ولا لاحقاً، كما لا نقر ولا نعترف بأي حق لليهود فيه.
4- نستنكر ونرفض الاعتداءات التي يقوم بها اليهود من اقتحامات متوالية لرحاب الأقصى التي هي جزء من الأقصى، وأن هذه الاقتحامات العدوانية لن تعطيهم أي حق فيه.
5- نستنكر ونرفض الحفريات والأنفاق التي تجريها "دائرة الآثار الإسرائيلية" تحت الأقصى وفي محيطه.
6- على منظمة اليونسكو أن تقوم بدورها في وقف الحفريات التي تدمر التراث الإسلامي والانساني في مدينة القدس، وتهدد المسجد الأقصى المبارك، وعليها أن تتخلى عن دورها الخجل وعن صمتها في غالب الأحيان، فمدينة القدس موضوعة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في ظل الاحتلال منذ عام 1981 بطلب من الأردن.
7- سيبقى المسلمون متمسكون بالأقصى الذي هو جزء من ايمانهم، وسيستمرون في الدفاع عنه، ولا تنازل عن ذرة تراب منه.
8- سيبقى صوت الأذان مرتفعاً فوق مآذن الأقصى والمساجد الأخرى في فلسطين، هذا الأذان الذي أول من رفعه في جنبات الأقصى هو الصحابي الجليل بلال بن رباح –رضي الله عنه- مؤذن الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-.
9- إن الأقصى أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات ولا "الكنيست" الإسرائيلي، وهو غير قابل للتفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات.
10- يتوجب على الحكومات في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى، وأن يتداركوا الموقف قبل فوات الأوان، ولات ساعة مندم.
11- نحث على شد الرحال إلى الأقصى في الأوقات والأيام جميعها، وبشكل مستمر، فالأخطار لا تزال محدقة به.
12- تحية احترام وتقدير للمرابطين والمرابطات ولطلاب وطالبات مساطب العلم في رحاب المسجد الأقصى المبارك.