نشرت مصادر صحفية، مساء الجمعة، تفاصيل مروعة عن جريمة إحراق وقتل الطفل علي دوابشة وعائلته، التي أصيب جميع أفرادها بحروق خطيرة على أيدي مستوطنين قدموا من إحدى المستوطنات القريبة إلى قرية دوما بمحافظة نابلس، لتنفيذ جريمتهم في الساعات الأولى من فجر الجمعة.
وفي التفاصيل، يقول المواطن أبو بشار دوابشة أنه ونجله وصلا الى المنزل المستهدف قبل أن يتجمّع الناس، مشيراً إلى أنه سمع الأم وهي تصرخ "الحقونا قتلونا".
وأضاف: "ما أن وصلنا إلى المنزل حتى شاهدنا رجلين ملثمين يرتديان ملابس سوداء، حيث حاولا ملاحقة نجلي وضربه قبل أن يفرّ منهما ويغادر المكان خوفاً على حياته، وهو الأمر الذي قمت به أيضاً قبل أن أعود ثانية بصحبة نجلي ونشرع في إنقاذ أفراد العائلة".
وأشار إلى أن ربّ العائلة طلب منه أن يسعف طفله الصغير الذي كان لا يزال داخل الغرفة المشتعلة، غير أنه لم يتمكن من ذلك بسبب كثافة النيران، حيث توفي الطفل محترقاً في وقت لاحق.
بدوره، قال محمد دوابشة أنه حتى الساعة 1:50 من فجر الجمعة، كانت القرية هادئة تماماً وعند الساعة 2:25 فجراً بدأ الأهالي يسمعون صرخات استغاثة قادمة من أحد المنازل، تبيّن أنها من والدة الطفل الرضيع التي كانت تناشد المواطنين مساعدتها.
وأشار إلى أنهم استطاعوا الدخول إلى المنزل المستهدف وإنقاذ الرجل وزوجته فقط وإغلاق أنبوبة الغاز في المطبخ خوفاً من انفجارها جراء الحريق. وقال: "حاولنا الوصول إلى غرفة النوم لكن لم نستطع بسبب شدة النيران، وسمعنا صوت طفل يبكي ولم نستطع تقديم المساعدة له".
من جانبه، قال المواطن إبراهيم دوابشة أنه كان يتحدث مع خطيبته عبر الهاتف حين سمع صراخ من المنزل الذي يبعد عن منزل عائلته 20 متراً، فترك الهاتف وركض إلى حيث المنزل من أجل تقديم المساعدة.
وأوضح أنه لدى وصوله إلى المنزل شاهد ملثمين كانا يقفان بالقرب من "سعد" و"ريهام"، والديّ الطفل علي، حيث كانا ملقيان على الأرض أمام شرفة منزلهما المحترق وقد أصيبا بحروق بالغة، مشيراً إلى أن الملثمين لم يكونا مسلحين وكانا يرتديان الجينز والقمصان السوداء ويضعان قبعة صوفية سوداء "لثام" يغطي وجهيهما.
وقال أن هذين الملثمين حاولا الاقتراب منه ففرّ إلى منزله لطلب نجدة شقيقه ووالده وعند عودتهم إلى المنزل ثانية لم يجدوا أي من الملثمين.
وأضاف أنه لدى عودته إلى المنزل وجد سعد غائباً عن الوعي، وأنه حاول أن يوقظه بعد سحبه من قدمه من أمام الشرفة، مشيراً إلى أن سعد طلب منه إنقاذ زوجته وطفله، حيث هرع مسرعاً نحوهما، فيما كان زجاج النافذة المكسور يغطي كامل جسدها بعد أن أغمي عليها تماماً، ما دفعه إلى إلقاء "بطانية" على جسدها المشتعل وسحبها وإنقاذها، ثم إنقاذ طفلها أحمد (4 سنوات).
وقال إبراهيم دوابشة، أن الناس كانت في هذه الأثناء تتجمّع وتحاول إخماد النيران إلا أنها كانت تلتهم المنزل ولم يستطع أحد الدخول لإنقاذ الطفل علي، مشيراً إلى أن طواقم الدفاع المدني الفلسطيني، وصلت إلى المكان بعد نحو 40 دقيقة من قرية مجاورة، حيث وجدت جثة الطفل علي متفحمة.
وأشار إلى أن سعد والد الطفل علي يبلغ من العمر (30 عاماً)، وهو عامل بناء، فيما زوجته ريهام (27 عاماً) تعمل مدرسة في مدرسة ثانوية في قرية قصرة القريبة.