جرائم "إسرائيل" بحق أطفال فلسطين، لا تعد ولا تحصى، وترد عبارات صريحة وواضحة على ألسنة قادتهم السياسيين والدينيين تحض على استهدافهم قبل أن يكبروا ويصبحوا "مخربين"، ووصل الأمر بوزيرة "العدل" الجديدة ايليت شاكيد، الحض على استهداف أمهاتهم قبل أن تحمل أرحامهن بهم.
فكيف انحدرت الأمم المتحدة إلى هذا المستوى من الصفاقة الأخلاقية بإستثناء "إسرائيل" من الإدراج على قائمة العار السوداء في معاملة الأطفال.
قتلت "إسرائيل" خلال عدوانها الأخير على غزة ما يزيد عن خمسمائة طفل، وفي العدوان الذي سبقه عام 2012 ما يزيد على ثلاثمائة طفل، وفي العدوان الذي سبقه عام 2009 ما يزيد على مئتي طفل، ناهيك عن القتل بالمفرق، وما يسمى بالرصاص الطائش، ليتجاوز عدد الجرحى والمعوقين منهم أضعاف أضعاف عدد القتلى، لكن المسألة لا تقتصر على القتل والجرح، بل على الاعتقالات التي تطولهم بالمئات والآلاف، وما يصاحبها من إجراءات مخيفة ومرعبة للأطفال عموماً، تقيد أياديهم للخلف، وتعصب عيونهم ويطلقون عليهم كلاب مدربة، ويهددونهم بالكهرباء والاغتصاب وإطلاق النار وإحضار أفراد عائلاتهم. وهناك أعداد كبيرة من الأطفال لا يتم اعتقالهم، بل يتم ضربهم وترويعهم من قبل الجنود وسوائب مستوطنيهم، بما في ذلك دهسهم، وبالتالي لا يتم رصد وتوثيق الانتهاكات التي ترتكب بحقهم، وكانت صورة لطفل أظهرته بقبضة الجند قد بال على نفسه من شدة الخوف، نشرتها صحيفة القدس قبل عدة سنوات على صفحتها الأولى، لا تستطيع ذاكرتي الشخصية محوها أو نسيانها، كما محمد أبو خضير الذي أعدم حرقاً على يد "متزمتين متطرفين"، لكن ابن عمه طارق، تعرّض لتنكيل الجنود، ولم تشفع له طفولته بالطبع ولا جنسيته الأمريكية، ولم يتم إطلاقه إلا بعد تدخل أمريكي رسمي رفيع.
قبل أيام نشرت "هيومان رايتس ووتش" تقريراً فاضحاً عن عمالة الأطفال في المستوطنات، ما يزال يثير ردود فعل ومتابعات وملاحقات.
ولا يوجد دولة أو مؤسسة في العالم، تعنى بشؤون الأطفال، لا يوجد في أرشيفها وذهنها صورة قبيحة عن "إسرائيل" في معاملتها للأطفال الفلسطينيين، كمحمد الدرة وإيمان حجو وهدى غالية والميلادين، شاهين وعياش، من بيت لحم والقدس، فتنسحب الصورة، شئنا أم أبينا على المنظمة الأم، الأمم المتحدة، التي تسجل نفسها في قائمة العار السوداء، لكي تحمي "إسرائيل"، لأنها بذلك إنما تستعدي أطفال فلسطين وشعب فلسطين، وكأن كل هذه الجرائم بحقهم قد سجلت ضد مجهول، رغم أنه جد معروف.
ألا يتماهى هذا إلى حد كبيرمع "داعش" التي يتم دعمها فعلياً، رغم إدانتها رسمياً ولفظياً..!!