Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

أسرانا البواسل وحكومة نتنياهو الفاشية.. غسان الشامي

أسرانا البواسل وحكومة نتنياهو الفاشية.. غسان الشامي

  تنظر حكومة الاحتلال الفاشية إلى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال نظرة استحقار وإذلال، وتدعو إلى قتلهم وإعدامهم، ويضرب الكيان العبري عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية والمعاهدات الإنسانية، التي تتحدث عن حقوق أسرى الحرب، والمعتقلين، وحقوق الأسرى الفلسطينيين على وجه الخصوص.

يومًا بعد يوم تتكشف لنا نيات حكومة (نتنياهو) الخبيثة تجاه الكثير من القضايا الفلسطينية الهامة، وكل يوم يعيش أسرانا في سجون الاحتلال معاناة وآلامًا كبيرة، وتتربص الأمراض المستعصية بأجسادهم النحيلة، ويعيشون حياة أشبه بالموت من شدة العذابات والمعاناة اليومية، وبين الفينة والأخرى ترتفع أعداد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال، وفي كل وقت تقتحم سلطات الاحتلال أقسام السجون باستخدام القوة المفرطة ضد الأسرى.

نظرة الصهاينة وقادتهم إلى الأسرى الفلسطينيين الأبطال أنهم يستحقون الإعدام والقتل ليست جديدة، بل يعود تاريخها إلى أكثر من 60 سنة، فمنذ نكبة فلسطين عام 1948م عملت سلطات الاحتلال على إذلال الأسرى الفلسطينيين، وتشغيلهم القسّري في ورش ومنشآت العصابات الصهيونية خلال حرب عام 1948م وبعدها، إذ جمعتهم في معسكرات الاعتقال الأولى التي وصل عددها إلى (22) معسكر اعتقال من الخيام، وإن القادة الصهاينة يصرحون جهارًا نهارًا تصريحات حاقدة ومسيئة للأسرى، فذكرت الوثائق التاريخية أن (جولدا مائير) عندما كانت رئيسة وزراء الكيان العبري بين عامي 1969م و1947م قالت: "أنا لا أجلس على كرسي لحكومة تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين"، وقال المجرم شارون عن الأسرى: "يجب قتلهم كل يوم"، وصرح (نتنياهو) قائلًا: "يجب تشديد الخناق على الأسرى الفلسطينيين"، ووصفهم المجرم إيهود بارك بـ"الأفعى التي يجب سحقها"، أما المجرم ليبرمان فقد قال: "يجب إغراق الأسرى في البحر، والعمل على سن قانون لإعدام الأسرى الفلسطينيين"، هذه تصريحات قليلة مما يصدر يوميًّا في وسائل الإعلام العبرية عن مواقف الصهاينة من الأسرى الفلسطينيين الأبطال، ولكن هذه التصريحات الإجرامية لا تضير أسرانا الصامدين، ولا تفت في عضدهم، ولا تضعف من عزيمتهم على مواجهة ظلم السجن والسجان، وانتظار الفرج القريب وفك أسرهم.

يحيا اليوم أسرانا البواسل بسجون الاحتلال في أوضاع صعبة ومزرية وأحوال هالكة، وسط استمرار اقتحامات السجون من قبل قوات (متسادا) واستخدام القوة المفرطة بحقهم، واتباع سياسة الإهمال الصحي بحق الأسرى، فضلًا عن الممارسات العنصرية اليومية بحقهم، إذ أصبحت أجساد الأسرى مرتعًا للأمراض المزمنة والخطيرة بفعل جرائم إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحقهم، وحرمانهم العلاج اليومي والكشف الطبي الحقيقي على أيدي أطباء مختصين، وهناك عدد كبير من الأسرى بحاجة إلى فحوصات طبية وعمليات جراحية عاجلة إلى جانب المتابعة الطبية الحقيقية لأوضاعهم الصحية التي تزداد خطورة، ما يهدد حياة أسرانا بالموت، إذ أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن ثلاثة أسرى يعيشون في أوضاع صحية في غاية الخطورة، وهم: سعيد البنا، ويوسف نواجعة، وعبد الفتاح حوشية، الذي يعاني من مرض الأعصاب (بليبسا)، في حين يعاني الأسير المعاق نواجعة من شلل نصفي ويتنقل على عكازين، أما الأسرى الذين يعانون من أمراض سرطانية فهم كثر وفي ازدياد بصورة يومية.

حكومة نتنياهو الفاشية تحمل حقدًا أسود على أسرانا البواسل، فقد كشف مركز الأسرى للدراسات أن حكومة الاحتلال تتبنى نهجًا حاقدًا على الأسرى، إذ تبنى مكتب (نتنياهو) سياسة تحريضية ممنهجة ضدهم، ووصف (أفير جنلدمان) الناطق باسم (نتنياهو) الأسرى بالإرهابيين، وتبعه (سلفان شالوم) نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية بمطالبته بإعدام الأسرى الفلسطينيين، ودعا وزير التعليم (نفتالي بينت) إلى قتل الأسرى، ووصفت وزيرة الثقافة والرياضة (ميري رغيف) الأسرى بالحيوانات البشرية، قائلة: "ينبغي التعامل معهم بما يناسب ذلك"، واقترح (داني دانون) وزير العلوم والفضاء الخارجي قانون شاليط الذي ينص على مضاعفة معاناة الأسرى وحرمانهم الحقوق الأساسية.

إن الكيان الصهيوني لا يرى المؤسسات الأممية والحقوقية، ويواصل جرائمه بحق أسرانا البواسل، ويواصل انتهاك القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف، ولا يلتزم بأدنى الحقوق الأساسية للأسرى الفلسطينيين من بين كل إدارات مصالح السجون في العالم.

إن ما يحياه أكثر من 5000 أسير فلسطيني، في سجون الاحتلال فوق الأرض، والسجون السرية تحت الأرض لابد أن يكون شغل الفلسطينيين والمسلمين والعرب الشاغل، وأن تكون قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين هي القضية المركزية، والأساسية في الاجتماعات العربية كافة، ومطلبنا الأساسي هو تجييش الجيوش العربية والسلاح العربي لفك أسرى هؤلاء الأبطال.

أما آن الأوان لأن تنتهي معاناة أسرانا البواسل ويعودوا لأحضان أهلهم وأطفالهم؟!، أما آن الأوان أن يحيا الأسير حياة كريمة وأن يرى شمس الحرية، وأن يسعد بباقي أيامه وحياته القصيرة؟!، أمام آن الأوان أن يتوقف مسلسل الموت البطيء لأسرانا البواسل في سجن الاحتلال؟!