حجم التحديات التي تواجهها قضيتنا في هذه المرحلة، والتي ازدادت نتيجة ما تشهده المنطقة من أحداث كبرى. ما يجعل الاهتمام بها يشهد حالة تراجع كبير. في هذه اللحظة البالغة الخطورة استشعرت قيادة الجهاد الإسلامي مخاطر هذه التحديات،
خصوصاً عندما وصلت في تجاوزها كل الخطوط الحمراء من خلال تصنيف حركة حماس من قبل محكمة مصرية على أنها "تنظيم إرهابي". وفي ذلك مسّ مباشر بقوى المقاومة الفلسطينية، ووضعها في دائرة الاستهداف.
جاءت زيارة الأمين العام الدكتور رمضان عبدالله والوفد القيادي لحركة الجهاد إلى مصر في التوقيت الصحيح، لأن القضايا الحساسة لا تناقش بالمراسلات، أو في وسائل الإعلام. والجهود التي بذلتها الحركة ومروحة لقاءاتها مع القيادة المصرية، واتصالاتها مع قيادة حماس. أثمرت في اتجاهين الأول وتمثل في موقف الحكومة المصرية الطعن في قرار المحكمة الذي اعتبر حماس حركة "إرهابية". أما الثاني فتمثل في فتح معبر رفح ولو جزئياً في المرحلة الأولى. وهذا يُسجل للدولة المصرية، وهو موضع تقدير من قبل شعبنا الذي يعاني الأمرين من الحصار وعدم تنفيذ خطة إعادة الإعمار. وهذا يمثل فرصة حقيقية لدى كل من الدولة المصرية وحركة حماس في ضرورة البحث الجدي في ملف العلاقات بينهما. مع ما يعكسه ذلك من صوغ العلاقات الأخوية المصرية الفلسطينية القائمة على الحرص على المصالح الوطنية والقومية المشتركة.
حرص قيادة الجهاد ينطلق من نظرة شمولية للساحة الفلسطينية، وليس من نظرة ضيقة قائمة على المكاسب والمصالح. وهنا يحضُرني أن الدكتور الشقاقي ومعه الشهيد أبو موسى، والدكتور طلال ناجي، قد ذهبوا جميعاً إلى ليبيا للاجتماع مع العقيد القذافي، من أجل حلّ أزمة أهلنا العالقين هناك. وفي طريق عودة الدكتور الشقاقي من ليبيا دفع حياته فسقط شهيداً على يد "الموساد".
وأنهي بالتحية الكبيرة لحركة الجهاد وأمينها العام الدكتور رمضان عبدالله.
رامز مصطفى