أعربت ثلاثون منظمة دولية غير حكومية عاملة في قطاع غزة، في بيان مشترك اليوم الجمعة عن قلقها لجهة التقدم المحدود في إعادة إعمار القطاع ومعالجة الظروف الاقتصادية والمعيشة المتردية، لأولئك الذين تضرروا ودمرت منازلهم بفعل العدوان الاسرائيلي الاخير والذي دام 51 قبل 6 أشهر.
وحملت المنظامات الدولية في بيانها، مسؤولية انهيار المنظومة السياسية والاقتصادية في قطاع غزة وتردي الاحوال المعيشة للحصار الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على القطاع، محذرة من عملية التباطئ في عملية إصلاح وإعادة بناء عشرات آلاف البيوت والمستشفيات والمدارس التي لحقت بها أضرار أو دُمرت خلال الحرب.
وبيّن بيان المنظمات، ان نحو 100,000 فلسطيني لا يزالوا مهجرين هذا الشتاء منذ تموز/يوليو الماضي ويعيشون في ظروف صعبة في المدارس وأماكن إيواء مؤقتة غير مجهزة للإقامة لفترة طويلة، ويستمر انقطاع الكهرباء المقرر لفترة تصل إلى 18 ساعة يومياً، ويزيد استمرار عدم دفع مرتبات موظفي القطاع العام وعدم إحراز تقدم في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من التوترات، ومع فرض قيود شديدة على التنقل والحركة، فإن غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة محاصرون في القطاع الساحلي دون أي أمل في المستقبل.
وقالت المؤسسات الدولية أن السكان الأكثر ضعفاً، ومن بينهم كبار السن والمعاقون والنساء وما يقرب من مليون طفل ، مروا بمعاناة لا يمكن تصورها في ثلاثة حروب كبرى في فترة ست سنوات، هم الذين يتحملون وطأة هذه المعاناة . ويفتقر الأطفال الحصول على تعليم جيد، إذ يحتاج ما يزيد على 400,000 منهم الى دعم نفسي عاجل.
كما أكد البيان المشترك لهدة المنظمات، ان المجتمع الدولي لا يقدم مساعدات كافية للقطاع المحاصر، ولم يصل إلى غزة سوى القليل من أصل مبلغ الـ 5.4 مليار دولار الذي تعهد المانحون تقديمه في مؤتمر القاهرة، أضافة الى تعليق المساعدات النقدية للعائلات التي فقدت كل شيء، فضلا عن انقطاع المساعدات الضرورية الأخرى نظرا لنقص الأموال.
وعليه حذرت المنظمات الدولية من تفجر الاوضاع الامنية في القطاع، محملة الاحتلال الاسرائيلي، المسؤولية الرئيسية لعدم إنهاء الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وفقا لما نص عليه القرار 1860 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2009.