حمّل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كيان الاحتلال مسؤولية الأحداث التي تجري في الساحة العربية، وقال: أكيد المشاكل التي تعاني منها المنطقة تقف وراءها "إسرائيل" بطريقة أو بأخرى لأن هذا يصب في مصلحتها.
وأشار العربي خلال مقابلة له مع صحيفة "الحياة اللندنية"، أن: هناك مقولة منسوبة إلى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" ديفيد بن غوريون أرددها دائماً، وهي: إن قوة "إسرائيل" ليست في ترسانتها العسكرية، لكن في ضعف مصر والعراق وسورية.
وأضاف: "إسرائيل" تُعتبر الآن آخر معاقل العنصرية والاستعمار في العالم، لكن المجتمع الدولي لا يحرك ساكناً، بينما روسيا بمكانتها عندما احتلت جزيرة القرم، وقعت عليها العقوبات، لافتاً الى أن سياسة الكيل بمكيالين والظلم يولدان التطرف، ما يؤدي الى انتشار العنف بين الشباب.
إلى ذلك، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أهمية تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك لصون الأمن القومي العربي والتصدي للإرهاب، لافتاً إلى أن العالم العربي يمرّ بمرحلة غير مسبوقة.
وقال خلال المقابلة معه من واشنطن والتي جاءت على هامش قمه لمكافحة التطرف: يجب على الدول العربية أن تنسق جهودها لمواجهة خطر الإرهاب… لا بد أن تقف وقفة واحدة، مشيراً إلى أن الإطار القانوني والسياسي متوافر في هذه المعاهدة التي وقعت عام 1950 وأشارت إلى ضرورة توافر قدر من التقدم الاقتصادي حتى يمكن للدول العربية أن تدافع عن نفسها.
وكشف العربي عن رسائل أرسلها إلى وزراء الخارجية العرب في شأن رؤيتهم لتفعيل المعاهدة، وقال: أتوقع الحصول على الرد قريباً، لأن هذه القضية ستطرح في الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية في الثامن من آذار/مارس المقبل.
وانتقد البيان الذي صدر عن قمة البيت الأبيض، واصفاً إياه بأنه ضعيف وهزيل جداً، وتساءل باستنكار: هل يعقل أن نجتمع اليوم كي نصدر قراراً للجمعية العامة في سبتمبر المقبل؟، الأمر ملح جداً ولا يحتمل التأخير.
وعلى صعيد تحفظ قطرعلى ما ورد في بيان الجامعة العربية الأخير عن حق مصر في توجيه ضربات للمنظمات الإرهابية في ليبيا ثأراً لدماء المصريين، قال: هناك سلطتان في ليبيا، وقطر لا تؤيد السلطة الشرعية في طبرق، بل تؤيد الجهة الأخرى (الجماعات الإسلامية) وترفض رفع الحظر على تسليح الجيش الليبي، ومع ذلك، فأنا لا أتفهم موقفها لأن ضربات مصر الجوية لمواقع داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في ليبيا هي من أجل حماية مواطنيها ودفاعاً عن مصالحها.
وعن فشل الجامعة في لعب دور فاعل لوقف الحرب الأهلية في ليبيا، أجاب: دورنا ليس غائباً بل هو منذ البداية للمساعدة في بناء المؤسسات والشرطة والجيش وجمع السلاح، ونحاول إيجاد حلّ سياسي بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. وخلال اجتماعي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلت له أن هناك أعداداً كبيرة من المبعوثين من الدول المختلفة، وكل مبعوث يقابل جماعات ويعمل بمفرده، وهذا لن يؤدي إلى شيء، لذلك يجب تنسيق الجهود والقنوات كي نتمكن من الضغط عليهم لأنهم يخشون من أن يفرض مجلس الأمن عليهم عقوبات، فذلك من شأنه أن يكبدهم خسائر مالية فادحة.
وعلى صعيد الوضع في سورية وعما إذا كان للاتصالات التي تقوم بها الجامعة مع الائتلاف الوطني السوري المعارض، مردود إيجابي، أجاب: المعارضة مشتتة، ويجب أن توسع قاعدتها، ولقد قلت لهم هل معقول أن أتعامل مع ستة رؤساء للائتلاف بالتوالي على مدار ثلاث سنوات؟ وللأسف أيضاً نحن لم ننجح في محادثاتنا مع حكومة دمشق، وأرسلنا الملف إلى مجلس الأمن، لكنه لم يحقق شيئاً.
رغم ذلك، هناك اتصالات غير مباشرة مع الحكومة السورية، ونحن أبلغناها بضرورة بحث المرحلة الانتقالية أولاً، ثم الإرهاب لأنها تعتبر المعارضة إرهابية، لكننا نقول إنها معارضة وليست إرهابية، ويجب الاستجابة لبعض مطالبها، الوضع سيء وغير مستقر.
ولفت إلى أنه رغم تمكن روسيا التي اعتبرها الطرف الأكبر تأثيراً، من جمع الحكومة مع المعارضة إلا أنها لم تتوصل إلى شيء. وأردف: أعتقد أن الروس لم يعد لديهم حماسة في الاستمرار في محاولة التوفيق بين الحكومة والمعارضة لأن هذا الأمر يكلفهم أموالاً طائلة.
وحذر العربي من إثارة النعرات الطائفية لاسيما بين السنّة والشيعة في العالم العربي والإسلامي.