أشارت تقديرات لجيش الاحتلال إلى وجود 3 جبهات مرشحة للتصعيد في الفترة المقبلة، وأن تفجّر الوضع في اثنتين منها على الأقل متعلق بقرارات خاضعة للاحتلال. وبحسب التقديرات فإن الجبهات الـ3 هي: الضفة الغربية، وقطاع غزة، والحدود الشمالية مع سوريا ولبنان.
ووفقاً للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، فإن ما تسمى "قيادة الجبهة الوسطى" لجيش الاحتلال تستعد لتصعيد محتمل في الضفة بحلول الربيع المقبل، على خلفية الجمود السياسي وعزم السلطة الفلسطينية التوجّه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في نيسان/أبريل المقبل.
وأضاف أن جيش الاحتلال استعد في الماضي بشكل سريع لاحتمال حدوث تصعيد في الضفة، ولم يتحقق هذا الاحتمال، غير أن الفارق هذه المرة هو وجود "مساهمة إسرائيلية" تنحو باتجاه التصعيد، لاسيما في ظل استمرار كيان الاحتلال بتجميد أموال الضرائب وعدم تحويلها إلى السلطة الفلسطينية.
ووفقاً لهارئيل، فإن "جميع رؤساء الأذرع الأمنية الإسرائيلية" تعارض قرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تجميد تحويل الأموال للسلطة، لأن من شأن ذلك أن يدهور الوضع الاقتصادي الفلسطيني وتقويض التنسيق الأمني بين السلطة وأجهزة الاحتلال. وكان أوساط الاحتلال أشارت مؤخراً إلى أن نتنياهو لديه نوايا مبطنة لاتخاذ مثل هكذا خطوة، وكلها تصب باتجاه "التصعيد".
أما فيما يتعلق بالجبهة الثانية التي تهدد بالانفجار، كتب هارئيل أن ما تسمى "الجبهة الجنوبية"، مع قطاع غزة، باتت تحتل مكاناً مركزياً أكثر في سلم أولويات استخبارات الاحتلال، وذلك بعد أن تزايد التفهم لدى أجهزة "أمن" الاحتلال بأن الدمج بين تجميد عمليات إعمار غزة واستمرار الانقسام بين حركتي حماس وفتح وتشديد "الحصار المصري" على القطاع، كل هذه الأمور "عادت لتدفع حماس إلى الحائط" بحيث "لن يكون أمامها خيارا سوى التصعيد"، كما أنه وبنظر الغزيين ـ وبحسب هارئيل ـ "لم يعد هناك الكثير مما يمكن أن يخسروه".
وفيما يتعلق بالجبهة الثالثة، أشار إلى إعلان حماس بأنها في حروب مقبلة مع الاحتلال ستستخدم الأراضي اللبنانية لإطلاق صواريخ منها باتجاه شمال فلسطين المحتلة. كذلك أشار في السياق نفسه إلى تصريحات الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، مؤخراً، حول جبهة مقاومة واحدة.
وزعم في سياق "الجبهة الشمالية" بأن "إيران تبني ذراعاً لها" في الجانب غير المحتل "من مرتفعات الجولان السورية"، "كما أن لحزب الله قرابة 2000 مقاتل في هذه المنطقة". ويضاف إلى ذلك وجود المنظمات الإرهابية، مثل "جبهة النصرة" على مقربة من خط وقف إطلاق النار في الجولان، وأنها قد تعمل على تسخين الوضع.
وفي موازاة ذلك، ألمح هارئيل إلى أن ردعاً متبادلاً قائماً بين كيان الاحتلال وبين ما أسماه "محور إيران – سوريا – حزب الله"، بحيث أن كيان الاحتلال "قد يتردد في قصف أي شحنات أسلحة" في المستقبل. ورغم أن التقديرات في كيان الاحتلال تعتبر أن "لا مصلحة لدى هذا المحور بدخول حرب معها الآن"، إلا أن هارئيل شدد على أنه "ليس مؤكداً أن الاستخبارات (الإسرائيلية) تقرأ بشكل صحيح بالضرورة نوايا العدو".