عادت من جديد لغة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس، بعد تراجع فتح عن إرسال الوفد الموحد إلى قطاع غزة.. وسط تشاؤم من قبل محللين ومراقبين من زيارة الوفد التي كانت مقررة أصلاً إلى القطاع، وما إذا كانت تحمل مقترحات جدية لحل المشاكل العالقة واستكمال الحوار، في ظل تساؤل المراقبين كذلك عن مدى جدية حماس وسعي الأطراف الفلسطينية المختلفة نحو الوحدة..
التراجع عن إرسال وفد موحد
تراجعت حركة فتح مساء أمس الجمعة، عن قرارها القاضي بتوجه وفد موحد إلى قطاع غزة لاستكمال بحث ملفات المصالحة وفق (اتفاق الشاطئ) الذي أعُلن عنه في نيسان/أبريل الماضي.
وقال المتحدث باسم فتح أحمد عساف في بيان له: إن "اللجنة التنفيذية أقرت بتاريخ 21-1 توجّه وفد منظمة التحرير لغزة الذي اتفق مع حماس على تشكيل حكومة الوفاق وفق اتفاق الشاطئ، على أن ينضم للوفد اثنين أو ثلاثة، وكنا أول من تجاوب مع هذا القرار".
وأضاف "بعد عودة رئيس وفد الحركة عزام الأحمد من بيروت الذي كان له مهمة تتعلق بأمن مخيم عين الحلوة، عقدت عدة اجتماعات للفصائل أقرت فيها تشكيل وفد موحد وتم اختياره رئيسًا له، وكٌلف كذلك بإجراء اتصالات مع حماس والمعنيين لتهيئة الأجواء لإنجاح مهمة الوفد".
وأوضح أن "الوفود عادة لها وجهات نظر ليست بالضرورة تطابقها، لذلك فإن الأحمد في الاجتماع الأخير للفصائل قال إذا كنا ذاهبين كوفود فلا داعي لوجود رئيس للوفد".
وأكمل قائلًا: "في الوقت الذي كنا نهيئ الأجواء ونوفر المناخات عبر الاتصالات المباشرة وغير المباشرة لإنجاح زيارة الوفد وإنجاز مهمته، أصرت حماس على توتير الأجواء لوضع العراقيل أمام مهمته وتطلب وفدا فصائليًا"، بحسب البيان.
وكانت عدة فصائل على رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اتهمت الأحمد بعرقلة المصالحة وإعاقة وصول وفد الفصائل إلى غزة.
لقاء الأحمد أبو مرزوق
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، أكد أن اللقاء المزمع عقده مع عزام الأحمد في القاهرة ليس بديلاً للقاء الفصائل بغزة.
وقال أبو مرزوق إن "عزام نفسه لم يقل يومًا إن لقاء القاهرة بديلاً عن لقاء الفصائل، ولكني متفهم لقلق أهلنا في غزة لأن استمرار اللقاءات بدون نتيجة يخلق حالة من الإحباط واليأس".
ويذكر بأن فصائل منظمة التحرير كانت قررت عقب اجتماع لها عقد مؤخرًا في رام الله استكمال الاتصالات مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي لتحديد موعد وصول وفد يمثلها إلى غزة لاستئناف جهود تحقيق المصالحة.
البردويل: فتح غير جادة
إلى ذلك، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس صلاح البردويل، إنه لم يتم تحديد أي موعد للقاء في القاهرة بين عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد.
وأوضح أن زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة لبحث تنفيذ واستكمال ملفات المصالحة لم يتم تحديد مواعيد لها "حتى اليوم"، متهماً حركة فتح بأنها غير جادة في إرسال وفد المنظمة إلى القطاع.
وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة توافقت على أن تكون لقاءات المصالحة فصائلية بمشاركة جميع الفصائل وليست ثنائياً (بين حماس وفتح) وأن يتم خلالها مناقشة كافة القضايا ويعقبها تطبيق لكافة بنود المصالحة بما فيها حلّ أزمة رواتب موظفي غزة، وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة على القطاع.
وشدد على أن رفض فتح لعقد لقاءات بحضور جميع الفصائل، أو رفضها لحل أزمة الموظفين وتفعيل المجلس التشريعي وإعادة الإعمار وتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، يعني أنها ترفض المصالحة.
النونو: فتح خائفة من إجراءات تنفيذ المصالحة
بدوره أكد طاهر النونو عضو الدائرة الإعلامية في حماس، أن تراجع حركة فتح عن اللقاء الفصائلي، يأتي خوفاً من إلزامها بإجراءات تنفيذ اتفاق المصالحة أو لإيجاد ضامن وخطة تنفيذ للاتفاق وتأكيد على أنها "الطرف المعطل للتنفيذ"، بحسب وصفه.
واتهم حركة فتح بأنها تخشى العمل الوحدوي والمؤسس وتسعى للهيمنة المطلقة على القرار الوطني.