Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

عملية شبعا، الاحتلال يبتلع الإهانة..!!.. رشيد شاهين

عملية شبعا، الاحتلال يبتلع الإهانة..!!.. رشيد شاهين

دولة الاحتلال، ومنذ أن نشأت، طالما عربدت وضربت يميناً وشمالاً، فهي لم تترك مناسبة إلا وحاولت من خلالها إثبات أنها "سيد" المنطقة، وأنها قادرة على فعل أي شيء مهما كان وأينما كان، وبأية طريقة كانت.

 

لم تك دولة العصابات بحاجة لخلق المبررات أو إيجاد الذرائع، وإنما تتصرف بعنجهية قلّ نظيرها، فهي تفعل ما تريد، بدون حتى التفكير في النتائج التي قد تجرها عليها أفعالها، وكانت تعتقد دوماً بأنها صاحبة الحق في فعل ما تشاء، وأنها فوق كل القوانين الدولية والإنسانية.

بالأمس، وفي عملية كانت ربما الأكثر جرأة وسرعة على مدار الصراع العربي الصهيوني، في الرد على استهتار الاحتلال وعنجهيته، قامت مجموعة من مقاتلي حزب الله بتوجيه ضربة لرتل عسكري صهيوني في مزارع شبعا، رداً على العملية التي قامت بها قوات الاحتلال قبل حوالي عشرة أيام في الجولان، قتل فيها عدد من مقاتلي الحزب من بينهم جهاد مغنية وأحد الجنرالات الإيرانيين.

العملية التي كانت مباغتة، إلا أنها كانت متوقعة، "لكن ليس بهذه السرعة"، وتخوفت دولة الاحتلال من حدوثها، بحيث أخذت ترسل الرسائل المتتالية لحزب الله، التي أرادت من خلالها القول، إنها لا ترغب بالتصعيد وأن الأمر لم يكن سوى مجرد حدث يمكن اعتباره بالعابر، خاصة بعد إعلان حزب الله أنه سيقوم بالرد على عملية الجولان.

حزب الله الذي نفذ تهديده بالرد على عملية استشهاد مغنية ورفاقه، كان واضحاً أنه لا "ينام في العسل"، حيث كان الهدف بالنسبة إليه جاهزاً من خلال المراقبة الدؤوبة لتحركات قوات الاحتلال، وهو بالضرورة واحد من أهداف كثيرة تعتبر جاهزة بالنسبة للحزب، والتي ستكون مستهدفة في أي مواجهة قادمة، ومن غير الممكن أنه تم الترتيب للعملية على عجل وبهذه السرعة خلال الفترة ما بين عملية الجولان وعملية شبعا.

دولة الاحتلال التي ربما "صدمها" سرعة الرد كما ونتيجته، لم تتجرأ على "رد الصاع صاعين" كما عودتنا في المواجهات السابقة مع العربان، فهي لجأت لمجلس الأمن وبدأت بالصراخ والعويل، الذي يعد البرهان الأكبر ليس فقط على عدم الرغبة في الرد والمواجهة، وإنما في عدم القدرة أيضاً على الرد "المزلزل"، لأنها تدرك تماماً أنها لن تستطيع تحقيق انتصار مشابه لانتصاراتها السابقة على جيوش الأمة، ولأنها باتت تدرك أن الأمر لم يعد نزهة كما كان عليه الحال قبل عقود من الزمن.

الحقيقة هي، إن دولة الاحتلال ليست "سوبر" ولا تمتلك جيشاً لا يقهر، أو أنها عصية على الهزيمة والاندحار، الموضوع باختصار، أن دولة العصابات، وعندما كانت تخوض حروبها، لم تكن تجد أمامها من يقاتلها، ومن هنا كانت تحقق انتصاراتها السهلة.

الحقيقة المرعبة بالنسبة للصهاينة، هي أنه قد أصبح هنالك من هو على استعداد، ولديه الرغبة والإرادة في الصمود وتحدي صلف الاحتلال، ولديه الجاهزية الكاملة "نفسياً" على الأقل لمواجهة دولة العصابات.

المعادلة منذ عقد من الزمان تقريباً أصبحت مختلفة، وما تجارب الحرب منذ العام 2006 في لبنان، ومن ثم في غزة، والتي كان آخرها الحرب الظالمة قبل شهور، إلا الدليل على آن جيش الاحتلال وقادته، أصبحوا مدركين تماماً، أنه يمكن هزيمتهم، أو على الأقل كبح جماحهم، ومنعهم من تحقيق انتصارات عبثية، وربما تذوق هزيمة كبرى، وعليه فليس مستغرباً أن الصهاينة سوف يبتلعون الإهانة التي تلقوها في شبعا، وهي لن تكون آخر الإهانات أو الصفعات.