تحاول حكومة الاحتلال الدخول في حربها ضد المقدسيين من خلال البوابة القانونية أو ما يعرف بقانون "محاربة الإرهاب والتحريض" الذي يسعى بنيامين نتنياهو لتمريره الأسبوع القادم في جلسة الحكومة الإسرائيلية.
صحيفة "هآرتس" ووسائل إعلامية عبرية أخرى نقلت تفاصيل القانون المتوقع إقراره، والذي يقوم على جملة من المبادئ الخطيرة أهمها: "سحب الإقامة الدائمة من أي شخص شنّ عملية فدائية وزجاجات حارقة، واشتباك مسلح، وحجر قاتل"، و"شخص أيد العملية من ذوي الشاب المنفذ" والده، شقيقه، أمه، و"شخص حرّض على الإرهاب" قولاً أو كتابة، حديثا"، وشخص تسبب في حدوث العمل".
في المتابعة العامة لسلوك المقدسي الوطني بالمجمل سنجد أنه واحد من هؤلاء الأربعة أصناف، وبذلك يخشى أن يصبح الوجود المقدسي من حيث "القانون الإسرائيلي" مستحقاً لسحب الجنسية وبذلك يتم طرده.
هذا الاستحقاق سبقه قوانين كثيرة تستهدف المواطن المقدسي من حيث وجوده في القدس، من خلال ما يعرف بقانون الإقامة الذي بدأت (إسرائيل) بالتشديد عليه منذ العام 2002، إذ إن الفلسطيني المتغيب عن التواجد في مدينة القدس لأكثر من 3 سنوات دون بينة تطرح أمام القضاء، تسقط "حقوقه المدنية" ويمكن سحب بطاقته المقدسية.
أشارت "هآرتس" في تقرير لها إلى أن "الحكومات الإسرائيلية باتت تدفع المقدسي للخروج من المدينة المقدسة بعدة وسائل، أهمها سحب البطاقات، تعسير البناء في القدس، إثقال المواطن المقدسي بالضرائب".
هذا الحال تضاف إلى خطوات إسرائيلية مثل جدار الفصل وخفض تعداد المقدسيين إلى 160 ألف، من أصل 360 ألف فلسطيني.
وللعب على طابع المدينة المقدسة وعدد سكانها عمدت (إسرائيل) على إغراق القدس بالاستيطان وخلق دائرة من التواصل مع مستوطنات الضفة الغربية لترفع عدد المستوطنين في القدس الموحدة مع مستوطنات الضفة الغربية إلى 700 ألف مستوطن وزيادة.
في حرب الديمغرافيا التي تشنها (إسرائيل) على المقدسي، وحرب الجغرافيا، لا بد أن تحضر وسائل داعمة يمكن البناء عليها لمواجهة (إسرائيل) في زاوية الوجود الفلسطيني عبر الخطوات التالية:
1. وضع خطة وطنية تتناول المخاطر التي تعترض القدس ووضع حلول لها خاصة تلك التي تختص بالحرب على الإنسان المقدسي.
2. تشكيل لجنة دعم دولية تقوم على دعم توطين المقدسي، والحفاظ على عقاراته التي تصادر عن طريق الخديعة مرة وأخرى عن طريق التزوير.
3. استغلال القوانين الإسرائيلية التي تتيح بناء وحدات سكنية في مناطق معينة عبر جمعيات دولية تدعم الإسكان في القدس أسوة بما يجري للمستوطنين.
4. تشكيل لجنة حقوقية دولية لملاحقة (إسرائيل) في ملفات السيطرة على الأراضي والعقارات بشبهات قانونية.
5 وضع برنامج فصائلي وطني لنصرة المقدسي خاصة في ظل الهبة الثورية المتصاعدة في القدس.
هذه النقاط الخمس يمكنها تعزيز الحالة النفسية للمقدسي في مواجهة حرب للسيطرة على أقدس مدينة يقودها وحده، وهو أعزل من غير نصرة.
فلسطين أون لاين