قال مرجع أمني واسع الإطلاع لصحيفة «السفير» اللبنانية إن المداهمات اليومية المكثفة التي يقوم بها الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية في العديد من المناطق اللبنانية «تندرج في سياق الأمن الوقائي، لكن لا شيء يدعو إلى القلق والخوف»، وأشار إلى أن الأيام العشرة من شهر محرم (عاشوراء) «كانت أياماً صعبة وحساسة أمنياً، وخصوصاً في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع».
وأشاد المرجع بتجاوب الأهالي في الشمال وباقي المناطق مع الإجراءات الأمنية، وقال إن حاجز الخوف قد انكسر، والعيون الأمنية ستبقى مفتوحة في كل المعابر الجوية والبرية والبحرية، وثمة نصائح أسديت إلى شخصيات سياسية وروحية وعسكرية وأمنية بوجوب عدم التهاون مع الاحتياطات الأمنية التي درجت العادة على اتخاذها.
وأوضح المرجع الأمني أنه لا يمكننا القول أن طرابلس مدينة آمنة إلا بعد إلقاء القبض على أبرز رموز "المجموعات الإرهابية" وهما شادي المولوي وأسامة منصور، ويكشف أن كل التقديرات والمعلومات الأمنية تتقاطع عند احتمال اختبائهما حتى الآن في منطقة التبانة.
وأوضح المرجع أن الموقوف أحمد سليم ميقاتي «فاجأ المحققين بسرعة الإدلاء باعترافاته وبأدوار الآخرين وخصوصاً المولوي ومنصور»، ووصفه بأنه «نعيم عباس جديد» (عباس أوقف سابقاً في كورنيش المزرعة)، وقال إن ميقاتي، وبعد تعافيه، بادر إلى الاعتراف بكل ما لديه قائلاً للمحققين: «لا تضربوني سأقول لكم كل شيء عندي».
ووفق اعترافات ميقاتي، فإن عملية عاصون قطعت الطريق على عملية إرهابية كبيرة على مرحلتين، الأولى، تنفيذ سلسلة عمليات إرهابية (لإلهاء الجيش) في عكار وبيروت وصيدا، الثانية، تنفيذ عملية إطباق على مراكز الجيش في طرابلس وعاصون وبخعون، على أن تكون مجموعة شادي المولوي وأسامة منصور جزءًا من العملية الثانية، في موازاة دعوة العسكريين السنّة للانشقاق عن الجيش والانضمام إلى المجموعات الإرهابية.
وأشار المرجع إلى أن ميقاتي اعترف بتواصله الدائم مع الشيخ الفار أحمد الأسير الذي يتواجد في مخيم عين الحلوة، بالإضافة إلى فضل شاكر الذي طلب في الآونة الأخيرة من بعض المشايخ «التوسط» لدى مخابرات الجيش لتسليم نفسه، شرط تخفيف العقوبة بحقه، على قاعدة «عدم تورطه بإطلاق النار ضد العسكريين في معركة عبرا»!.