وصلت دراسة أميركية حديثة، إلى أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر بانتظام يمكن أن يؤدي إلى إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة وترك الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، بطريقة مشابهة لآثار التدخين.
وأوضح الباحثون بجامعة كاليفورنيا في دراستهم -التي نشروا تفاصيلها في الدورية الأميركية للصحة العامة- أن الإفراط في تناول المشروبات الغازية يؤدي إلى نقص جزيئات التيلومير (هي جزيئات موجودة في شريط الحمض النووي وترتبط بحماية خلايا الجسم من التلف).
وأشاروا إلى أن نقص جزيئات التيلومير في خلايا الجسم مرتبط بتلف الأنسجة الذي يؤدي بدوره إلى ظهور أمراض مزمنة مرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض القلب والشرايين والسكري. ولكشف العلاقة بين المشروبات الغازية وشيخوخة الخلايا، درس الباحثون حالة 5309 أشخاص، تراوحت أعمارهم بين 20 و65 عاما، في الفترة من 1999 إلى 2002، ولم يكن للمشاركين أي تاريخ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
وقاس الباحثون مستويات نقص التيلومير لدى المشاركين في مختبرات عالمة الأحياء الأميركية إليزابيث بلاكبيرن، الحاصلة على جائزة نوبل في الطب عام 2009، لبحثها عن دور التيلومير في شيخوخة الخلايا.
ووجد الباحثون أن كمية الصودا المحلاة بالسكر التي استهلكها المشاركون أثرت على نقص جزيئات التيلومير في خلايا الجسم، مما أدى إلى شيخوخة الخلايا، كما وجدوا أن تناول حوالي نصف لتر من المشروبات الغازية يوميا زاد من الشيخوخة البيولوجية للخلايا بمقدار 4.6 سنوات إضافية.
وقــال قائد الفــريق البحثي البــروفيسور سيندي ليونج بجامعة كاليفورنيا إن تــأثير المشروبات الغازية المحلاة بالسكر على التيلومير مســاو لتأثير المواد السامة الموجــودة في التبغ على خلايا جسم الإنــسان.
وأكدت دراسة حديثة أن المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين ب الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والتشنجات العضلية.
وأوضح الباحثون أن المشروبات الغازية لا تحتوي على أي قيمة غذائية بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لاحتوائها على مادة البيكربونات وهي مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الانزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي.