مناقشة الكنيست الاسرائيلي فرض الوصاية اليهودية على المقدسات الاسلامية (الاقصى) في القدس يمثل اهانة لكل المسلمين في العالم وانتهاكاً فاضحاً لكل القوانين والاعراف الدولية، وهو مقدمة واضحة لمنع المفاوضات حول القدس وتقسيم الاقصى وفرض الامر الواقع على الفلسطينيين في مفاوضات الحل النهائي.
واهم من يظن ان حكومة بنيامين نتنياهو راغبة بانهاء نزاعها مع الفلسطينيين او راغبة بالسلام او راغبة بانجاز حل سياسي انساني مقبول لقضايا اللاجئين او بالانسحاب من القدس. وواهم من يعتقد ان التنازلات الفلسطينية مهما كانت يمكن ان تلقى قبولاً اسرائيلياً، وواهم من يظن ان السلام بات وشيكاً وان الحل السياسي بات في متناول اليد بعد الاعلان المتوقع لخطة كيري للسلام.
النوايا والاهداف والمطامع الاسرائيلية لا يمكن انهاؤها بالمفاوضات ولا يمكن الوصول الى تسويات اقل من عادلة، النوايا مبيتة وخبيثة وتريد استغلال الواقع العربي الذي آلت اليه سورية ومصر والعراق ودول الخليج من حالة اقتتال طاحنة بعناوين شتى ليس اولها الديمقراطية كما يزعمون بل تفتيت المفتت وتجزأه المجزأ، والذي يدرك سبب تسرع ادارة اوباما في تعاطيها مع الشأن الفلسطيني يبدرك ايضا انهم (اي الامريكيون واللوبي الصهيوني) وصلوا الى الفرصة التاريخية بانهاء وتصفية قضية فلسطين بكل ملفاتها سواء القدس او اللاجئين او الحدود... الخ. وهذه الفرصة حسب ما يطمحون لن تتكرر مرة اخرى فالدول العربية لن تتمكن من الخروج من ازماتها بسنوات وان الدمار والخراب وتاهيل الشعوب يحتاج لسنوات اخرى قادمة، وبالتالي فان فرض الوصاية الاسرائيلية (اليهودية) على المقدسات الاسلامية مقدمة لابتلاع القدس كلها.
اسرائيل تدرك ان المرحلة السياسية التي تعيشها المنطقة لن تتكرر ربما في عشرات السنين القادمة وان الفرصة سانحة لتحقيق مأربها في تصفية ملفات الحل النهائي لقضية فلسطين وفي مقدمتها القدس واللاجئين، وكما تمكن اللوبي الصهيوني في اقتناص الفرصة التاريخية بعد الحرب العالمية الثانية واعلان قيام دولة اسرائيل هو نفسه اليوم يدرك ان ذات الفرصة مواتية وان الطريق معبدة لتحقيق احلام الشعب اليهودي في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية.