وافق برلمان إقليم كردستان العراقي يوم الأربعاء، على خطة لإرسال قوات كردية إلى بلدة عين العرب (كوباني) السورية المحاصرة لمساندة أبناء شعبهم الذين يتعرضون لهجوم شرس من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتشكل هذه الخطوة فاتحة التدخل العسكري لكردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي في الحرب السورية.
وتتعرض كوباني وهي بلدة كردية سورية على الحدود مع تركيا لهجوم شرس من تنظيم "داعش" الذي يسعى إلى تحقيق المزيد من المكاسب الجغرافية في شمال سوريا على الرغم من بدء الضربات الجوية للحلف الذي تقوده أمريكا باستهداف مواقعهم في المنطقة.
وقال محمود حاج عمر عضو البرلمان الكردستاني إن البرلمان وافق على الخطة في جلسة أمس الأربعاء.
وأضاف "اليوم وافقنا في البرلمان على إرسال قوات البشمركة إلى كوباني في أسرع وقت ممكن".
وقال المسؤول السياسي الكردي العراقي هيمن هورامي على حسابه على تويتر إن قوات البشمركة ستزود بأسلحة ثقيلة مما سيساعد المقاتلين المحاصرين الذين يقولون إنهم يحتاجون إلى أسلحة مضادة للدروع في قتالهم ضد المسلحين المتشددين الأفضل تسليحاً.
إلى ذلك، قالت تركيا يوم الاثنين أنها ستسمح لمقاتلي البشمركة العراقيين بعبور الأراضي التركية إلى كوباني.
إلا أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أكد في وقت لاحق أن "المشاورات لا تزال مستمرة" بشأن عبور قوات البيشمركة الكردية إلى مدينة عين العرب، نافياً بشكل قاطع الأنباء التي تشير إلى بدء عبور تلك القوات بالفعل.
ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) التركية الأربعاء، عن أوغلو القول إن "الهدف من مسألة عبور بعض العناصر إلى كوباني هو هدف إنساني لوجستي، وذلك للعمل على استقرار الوضع في البلدة أو من أجل تقليل الأضرار الناجمة عن ذلك الوضع على أقل تقدير.. المباحثات مستمرة، وسيتم اتخاذ الخطوات اللازمة في ضوئها".
وأوضح أنهم جددوا مذكرة التفويض من البرلمان في وقت سابق "لسرعة اتخاذ التدابير اللازمة في حال تشكل أي خطر يهدد الأمن والمصالح القومية التركية، والوقت الراهن يشهد اشتباكات في كوباني، وبالتالي فمن الطبيعي أن تدعم تركيا لوجيستياً الشعب المدني هناك، وليس عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني أو عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي".
وأكد أن بلاده "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسمح بمرور عناصر حزب العمال الكردستاني أو أي مؤيد لها إلى كوباني عبر الحدود التركية، تلك العناصر التي تسببت في أحداث دموية شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة"، بحسب تعبيره.
