ثلاثون وزير خارجية، (يخزي العين) وأكثر من 50 وفداً من دول مختلفة، إضافة إلى ممثلي نحو 20 من المنظمات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، تأكدت مشاركتهم بمؤتمر إعادة إعمار غزَّة الذي تستضيفه القاهرة يوم غد الأحد،
والكلام للمتحدث باسم الخارجية المصرية «بدر عبد العاطي» وليس لي شخصياً وأكثر من ذلك أن وفد السلطة الفلسطينية برئاسة «الحمد الله» رئيس الوزراء أكمل زيارته لغزة وعقد فيها اجتماعاً لحكومة الوحدة وذلك إشعاراً ببدء تسلم السلطة مهامها في غزَّة لتوفير الأرضية الاشتراطية لعقد مؤتمر المانحين الذين سيكون مطلوباً منهم دفع قرابة خمسة مليارات دولار لغايات إعادة إعمار غزة التي دمرتها زمرة «النتن ياهو» خلال حربهم العدوانية على غزة.
أهل غزة يحتاجون أكثر من الكلام، ويحتاجون حلولاً على طريقة «حط النار»، يريدون أن تدور ماكينة الإعمار يريدون مشاركة دولية وعربية، توفر سرعة العمل على تنفيذ خطط الإعمار، بعيداً عن الاشتراطات الصهيونية التي ترغب أن تستمر حالة الإعمار سنوات طوال، جراء فحص المواد الخام ومن يستلمها وأين توضع أموال الإعمار ومن هي الشركات التي ستنفذ وجنسياتها وطريقة دخولها.
نعم أهل غزة الذين كوتهم نار الدمار، وهم على وشك مواجهة فصل الشتاء، لا يمكنهم البقاء في العراء، على أمل أن تتقدم الدول المانحة بوصفاتها لإرضاء الإدارة الصهيونية وحساباتها هم يترقبون مشاركة عربية فعالة ودوراً لسلطة عباس ينحاز إلى هموهم وعذاباتهم وليس دوراً شكلياً تحدده إدارة المعابر من «إيرز» إلى غيرها، ويتوقعون عودة فعَّالة إلى معبر رفح ليكون منفذاً حقيقياً للإعمار لدخول الشركات الراغبة بالعمل وخططها السريعة لنقل الناس نحو ملاذات آمنة إلى حين انتهاء خطط الإعمار التي تحتاج إلى قرابة ثلاثة أعوام في حال كانت خطط التعاون الصهيوني واقعية جراء الضغوط الأمريكية.
نتمنى أن تكون أجندة المؤتمر تراعي هموم الناس في غزة لا مرحلة من الكلام والصور التذكارية تنتهي مع اختتام أعمال المؤتمر والمراسيم التي تفرضها برتوكولات المؤتمرات وتصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع.
نتمنى أن تكفر دوائر القرار العربية عن صمتها إبَّان حركة الطائرات الصهيونية بالقصف المميت وتبادر بالإسراع في وتيرة الإعمار وذلك يدخل في باب أضعف درجات الإيمان التي يمكن أن نقدمها لأهل غزة الذين خذلهم أبناء جلدتهم..!