أدى أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق صلاة عيد الأضحى المبارك في كافة مساجد المخيم، وأبرزها: مسجد عبد القادر الحسيني ومسجد الوسيم وجامع فلسطين.
وبعيد الصلاة، توجهت المجموعات الكشفية الفلسطينية وحشد كبير من أهالي المخيم إلى مقبرتي الشهداء القديمة والجديدة لزيارة ذويهم وقراءة الفاتحة على أضرحتهم، كما قام العديد منهم بوضع أكاليل الآس والزهور على القبور.
وقدمت المجموعات الكشفية في طريقها لمقبرة الشهداء القديمة عرضا موسيقيا فلسطينيا كما هي العادة في كل عيد.
إلى ذلك، قامت مؤسسة جفرا الإغاثية بتركيب المراجيح في شارع المدارس وسط المخيم، ودعت أهالي الأطفال المقيمين في اليرموك وجنوبي دمشق للوفود إلى ساحة العيد كي يوفروا لأبنائهم قضاء ساعات من اللعب والفرح. كما وقام العديد من أهالي المخيم بوضع مراجيح يمتلكونها في الساحات العامة بالمخيم قرب جامع فلسطين وحديقة الطلائع، وفي شارع المغاربة.
في سياق آخر، شهد اليرموك قصفا استهدف مناطق متفرقة منه ليل أمس السبت واقتصرت أضرار القذائف على الماديات والممتلكات الخاصة.
وتتواصل في المخيم أزمة قطع المياه لليوم الـ27 على التوالي، حيث يضطر السكان بمن فيهم الأطفال لحمل البراميل البلاستيكية وخزانات المياه من منازلهم وأسطح أبنيتهم لتتم تعبئتها بصورة شبه يومية من نقاط محددة في المخيم تم حفرها لسحب المياه الجوفية منها، علما أنها مياه غير نقية وتصعب فلترتها لعدم توافر مادة الكلور في اليرموك. وكان الهلال الأحمر الفلسطيني حذر من كارثة إنسانية في حال تواصل أزمة مياه الشرب.
هذا ويشهد اليرموك منذ 443 يوما إغلاقا تاما لمداخله، حيث يتم توزيع مساعدات محدودة من قبل الأنروا كل مدة على الأهالي لا تكفي للحاجة الكاملة لهم، في حين يعاني اليرموك نقصا بالمواد الغذائية وغلاء كبيرا في أسعارها، كما تنعدم في داخله الرعاية الطبية، ويشكو السكان غياب المحروقات والوقود اللازمين للتدفئة وتشغيل المركبات، فضلا عن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وشبكات الاتصال بالمخيم.
وكان يعدّ اليرموك أكبر تجمع فلسطيني في الشتات ولا يدخل ضمن تصنيفات الأنروا، بل يعتبر جزءا من التنظيم الإداري والمحلي للعاصمة السورية دمشق، هذا وأقام بداخله مليون ونصف المليون شخص بينهم ربع مليون فلسطيني.
غير أن 90% منهم هجروا عن المخيم قبل حوالي عامين، نتيجة المعارك والقصف والاشتباكات التي شهدها بفعل دخول الصراع السوري إليه.