قال مصدر قيادي في الجيش اللبناني، إن قوات الجيش لا تستعد لشن أي هجوم عسكري ضد مسلحي جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش" المنتشرين في الجبال المحيطة ببلدة عرسال على الحدود الشرقية.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، نفى المصدر الرفيع، الذي طلب عدم نشر اسمه، أي تنسيق ميداني مع حزب الله أو الجيش السوري في عملياته العسكرية في المنطقة.
وقال المصدر: "لا خطط أو استعدادات لشن هجوم عسكري من قبل الجيش اللبناني ضد المسلحين السوريين في جرود عرسال والقلمون"، موضحاً أن "الخطة الحالية التي يعتمدها الجيش تأتي تنفيذاً للقرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية مؤخرًا وتقضي بفصل عرسال عن أطرافها حيث ينتشر المسلحون في الجبال".
وأضاف أن الهدف من هذا الإجراء هو "قطع إمدادات المسلحين من عرسال"، مشيراً إلى أنه في هذا الإطار يتخذ الجيش إجراءات جديدة بالنسبة لأصحاب كسارات الأحجار وأصحاب البساتين المنتشرة في المناطق الوعرة على الحدود مع سوريا.
وأكد المصدر أن الجيش اللبناني ينتشر على طول الحدود الشرقية "إلا أن تركيزنا الحالي هو على عرسال لأنها منطقة عمليات"، لكنه شدد على أن "لا تنسيق ميداني مع الجيش السوري وكذلك حزب الله في أي معارك يخوضها الجيش ضد المسلحين السوريين في المنطقة".
وأوضح أن الجيش اللبناني "يقصف أصلاً مواقع المسلحين على السفوح التي تطل على الجهة اللبنانية، بينما غالبية الغارات الجوية السورية تتركز على المقلب الآخر"، لافتاً إلى أنه "أحياناً نكون نستهدف بالمدفعية بعض مواقع المسلحين وفي الوقت نفسه تشن طائرات سورية غارات على المكان نفسه وهذا دليل على غياب التنسيق لأنه وفق قوانين العلم العسكري لا يجب ضرب منطقة بالمدفعية خلال غارات طائرات جوية".
وكانت معارك اندلعت بين الجيش اللبناني ومسلحين متطرفين سوريين في مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي في منطقة عرسال أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني، وجرح 86 آخرين، بالإضافة إلى خطف عدد منهم ومن القوى الأمن الداخلي.
ولا تزال ما تسمى "جبهة النصرة" تحتجز 17 من الأسرى العسكريين بعدما أعلنت يوم السبت الماضي، عن إعدام أحدهم بإطلاق رصاصة في رأسه، فيما يحتجز تنظيم "داعش" 9 بعدما أعدم عنصرين منهم ذبحاً.