نعم، ثمة ما هو جديد في جولة كيري وجعبته انطلاقاً من أوهامه بأن دخان الحرائق في كل مكان، كفيل بتأمين وتوفير التغطية اللازمة لتصوراته.
فبسبب هذه الحرائق التي تأكل الأخضر واليابس على امتداد المنطقة، راح كيري يعلن عن بضاعته المسمومة وغير المسبوقة أيضاً، من تكريس المستوطنات ويهودية الدولة المحتلة والغور الشمالي، الى إطلاق حملة تشريد فلسطينية جديدة تشطب حق العودة، وتحول الفلسطينيين الى "مستوطنين" في كندا واستراليا…
ومن عجائب كيري وجعبته هذه المرة، ما يسمى إطار القدس بدلاً من "القدس"، حيث بإمكان الفلسطينيين في قرية نائية من "هذا الإطار" أن يتخيلوا أنهم في قدس ما.
وبين إطار وإطار "اتفاقية الإطار وإطار القدس"، فإن مشروع بيريز "الشرق الوسط" هو "الإطار العام" لكل الإطارات السابقة، بحيث يتولى العالم الإنفاق على التوسع الصهيوني الجديد، سواءً باسم مشروع البينيلوكس الثلاثي "مركز إسرائيلي ومحيط أردني – فلسطيني" أم باسم كونفدرالية الأراضي المقدسة في ضوء الاعلان عن يهودية الدولة من جهة وعن تفكيك دول الشرق العربي إلى كيانات طائفية متناحرة بقيادة داعش من جهة ثانية.
وفي كل ذلك وكما الاتفاقيات والمعاهدات والاطارات التي سبقتها، ما من نيات ولا تصورات أمريكية يمكن أن تخدم العرب أو تلحق بالعدو أي ضرر... فهي جميعها، السابقة والحالية واللاحقة، مجرد مناخات مضادة وآليات مشبوهة لمزيد من الاحتقانات والتباينات والانقسامات العربية ولمزيد من الازاحات المبرمجة وتعطيل التناقض الأساسي مع العدو وداعميه الأطلسيين، وتحويل التناقضات الثانوية بين العرب أنفسهم وبين العرب وجيرانهم الى تناقضات تناحرية دامية، تسمح للعدو بالتمدد وتجديد نفسه بل وببناء تحالفات على الأرض مع فريق عربي ضد آخر.