يتوقع مسؤولون في هيئة أركان قوات الاحتلال أن الحرب القادمة التي تنتظر الكيان قد تندلع على الجبهة الشمالية أمام منظمة حزب الله اللبنانية، محذرين من أنها ستكون أصعب بكثير من حرب غزة الأخيرة.
وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت الصادرة يوم أمس الجمعة، أنه إذا لم يسارع الكيان إلى تغيير أولوياته ورصد الميزانيات من أجل التدريب قوات الجيش وإعادة تأهيل جنود الاحتياط خاصة بعد فشل نظرية الاعتماد على سلاح الجو والاستخبارات في الحرب الأخيرة على غزة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في قيادة الأركان، وصفته بالعقلاني، إن "إسرائيل" يجب أن تصحو، وحسب قوله: إذا لم يكن سلاح البر قوي بما فيه الكفاية فهو سيواجه مشكلة في الشمال.
وأوضح أن الحل في زيادة الميزانية التي يجب أن تذهب لتدريب الاحتياط، وأضاف: على الجيش إعطاء أموال لشراء بنى وأدوات متطورة وأن يضع خطة متعددة السنوات للتسلح.
علاوة على ذلك قال أمس وزير الجيش الصهيوني موشيه يعلون: "محظور أن نصل إلى مرحلة حيث ننظر إلى الوراء ونقول بأسف إن عدم الاستثمار في الأمن كان أمرا غير مسؤول ودفعنا بسببه ثمنا باهظا".
وأضافت الصحيفة تقول أن الجيش سيضطر إلى تغيير نظريته بالاعتماد على القصف الجوي والمعلومات فقط وإهمال سلاح البر، هذه النظرية التي تبين أنها خاطئة في الحرب على غزة، مشيرة إلى أنه من أجل جسر الهوة على الجيش أن ينقل ميزانيات من سلاح الجو لسلاح البر.
وقالت الصحيفة أن جنرالات في هيئة الأركان يقولون إنه بالإمكان التنازل عن جزء من الـ 19 طائرة من طراز أف35 التي لم تصل بعد، وتبلغ ثمن كل طائرة 140 مليون دولار، والمبالغ التي سيتم توفيرها يمكن أن تعطى للحاجات الفورية، مضيفين: إن الجيش يستطيع أن يواجه المخاطر بـ 15 طائرة كهذه، ولكن بدون قوات برية، سينتهي الأمر بشكل سيئ.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الأربع سنوات الأخيرة لم يكن للجيش خطة متعددة السنوات، واضطرته صراعات الميزانية إلى عمل خطط قصيرة المدى لا تجهز القوات للحرب ولا توفر الأموال لشراء مركز للأدوات، والصراع على الميزانية أصاب جاهزية الجيش للحرب في الصميم وهذا ما كشفته حرب غزة. ووفقاً للصحيفة بمقارنة تهديدات قطاع غزة المحاصر والذي أجبر قادة الجيش على وضع رأسهم في الرمل وخصوصاً فيما يتعلق بالموضوع الأنفاق، من الممكن أن يكون الوضع أخطر بكثير بالمستقبل على الجبهة الشمالية على ضوء تعاظم قوة حزب الله وانتشار التنظيمات المسلحة في سوريا وهو ما يشكل تحديا أكبر بكثير.
من ناحية الدفاع الجوي كما تقول الصحيفة فإن الوضع ليس أفضل بكثير، حيث يمتلك الجيش اليوم 9 بطاريات فقط من منظومة القبة الحديدية، ومن الواضح أنها لن تكفي للكارثة التي ستحدث عند سقوط آلاف الصواريخ على "إسرائيل"، وستكون المشكلة أن إسقاط واحد سيكلف مليون دولار.
وعن جاهزة حزب الله سردت الصحيفة نقلاً عن ضابط رفيع: أن حزب الله يعمل بعكس "إسرائيل" هو يتسلح، ويزداد قوة، ويتحسن ويمتلك التنظيم اليوم حوالي 100 ألف قذيفة من أنواع مختلفة، وهي أثقل وأكثر دقة ومدى أطول من تلك التي تم استخدامها في 2006، وقدرة التنظيم على الإطلاق تبلغ 1000 قذيفة في اليوم، و"إسرائيل" ليس لها جواب على ذلك. على حد قول الصحيفة.