انهارت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في القاهرة، بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي وشروع القوات الإسرائيلية برفع سوية عدوانها، وما ترتب على ذلك من ردود مقاومة.
اتخذت حكومة نتنياهو قرارها بوقف المفاوضات، بعد وصول الجهود المصرية حداً جعل من جوهر العدوان الإسرائيلي فاقداً لمعانيه ومراميه المرسومة.
بدأ العدوان الإسرائيلي الجديد، بمحاولة اغتيال القائد العام لقوات القسام، بمعنى تهيئة المسرح العسكري لاحتمالات مفتوحة، وهذا ما كان عمليا، حيث قامت قوات القسام بقصف تل أبيب ومدن اخرى، ومن ثم التحذير من فتح مطار بن غوريون ومنع التجمعات الكبرى في المدن والبلدات الإسرائيلية.
ما يجري من عدوان ضد قطاع غزة، بات مفتوحاً على احتمالات أشد خطراً ودموية مما شهده القطاع سابقاً، وباتت الأمور مفتوحة على زمن قادم، غير قصير الأمد، ستشهد به الساحة نوعاً من اللاحرب واللاسلم في آن معاً، وستكون يد الجيش الإسرائيلي مهيئة للقيام بعمليات متنوعة منها ما هو بري، عبر اجتياحات محدودة، ومنها ما هو انتقائي، في الاغتيالات، عبر الجو وبوسائل أخرى، ضد قادة وعسكريين وسياسيين من المقاومة.
المبادرة المصرية، رغم جديتها وقوتها السياسية والمعنوية وصلت حداً تجمدت به، ولم تعد قادرة على إحداث اختراق في مسار ما هو قائم من عدوان.
لدى إسرائيل تصور محدد، وهو تصور ذات طبيعة استراتيجية، وهدفه الأساس، ضرب حالة التلاحم الفلسطيني القائمة، والعودة بالأمور الى حالة الانشقاق الجيو-سياسي السابقة. هدفها من وراء ذلك إضعاف ممكنات حركة حماس، والإبقاء على حالة الحصار على قطاع غزة، مع إدخال بعض التحسينات الجزئية، وبالتالي إضعاف الطرف الفلسطيني المفاوض، وتهيئة الظروف لفرض الاشتراطات عليه، للعودة لمائدة المفاوضات، كطرف لا يسيطر على قطاع غزة، ولا يمثل الفلسطينيين جميعاً.
ما ترمي اليه إسرائيل، كادت تفقده في الساعات الأخيرة، من مفاوضات القاهرة، وهذا ما جعل حكومة نتنياهو، تسارع الى قلب الطاولة في وجه المصريين والفلسطينيين في آن معاً.
دورة العنف تتتالى الآن، وستزداد حدتها كلما طالت، والضحية هو الشعب الفلسطيني، وممتلكاته، ما جعله حقاً، يعيش حالة النكبة الإنسانية، بكل ما تحملها هذه الحالة من مآس ومخاطر!
يبرز سؤال مركزي وهام الآن، على من تقع المسؤولية ؟! ومن هو المسؤول عن وقف تلك المجزرة متعددة الأبعاد!!
إسرائيل والولايات المتحدة، تحمل المقاومة الفلسطينية مسؤولية ذلك، عبر تغافل ما بعده تغافل، بأن إسرائيل هي التي بدأت العدوان وبأن إسرائيل هي التي قامت بعملية محاولة اغتيال القائد العام لقوات القسام، وهي تدرك عواقب ذلك، وما سيترتب عليه. المسؤولية لا تتحملها المقاومة، ولا "حماس"، ومن يتحمله هو الحكومة الإسرائيلية، وقوات الجيش الإسرائيلي، ولا بد من تحرك دولي جاد، لوضع حد لتلك المجازر الدموية المستمرة.
الولايات المتحدة الأميركية، قادرة، إن هي أرادت إيقاف إسرائيل عند حد معين، وعلى التدخل المباشر، القوي، الواضح، لوقف جدي للعدوان، فهل هي فاعلة؟!