ا ستئناف المفاوضات - الإسرائيلية، جاء على أساس إعطاء فرصة لمحاولة جديدة، في مسار مفاوضات طال أمدها، دون إعطاء نتائج محددة أو ملموسة، السبب الحقيقي والأساسي الذي حال دون ذلك، هو تواصل العمل الاستيطاني،
والاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية، ما هدد مشروع السلام برمته، وفرز وقائع تحول دون إقامة دولة فلسطينية.
توقفت المفاوضات لمدة تزيد على عام ونصف، وتم استئنافها بجهد أميركي - أوروبي - عربي، واستجاب الطرف الفلسطيني لتلك الرغبة، على أساس إعطاء فرصة، قد تكون الأخيرة، لمحاولة التوصل إلى اتفاق شامل - عادل، يكفل تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، في إقامة الدولة، ذات السيادة، على كافة الأرض التي سبق لإسرائيل، وأن احتلتها في الخامس من حزيران 1967.
بدأ الجانب الإسرائيلي، في التهرب منذ بدئها، أكان على صعيد، الحدود، أو تحديد المرجعيات الدولية، أو خلاف ذلك، والأخطر من كل ذلك، كان واضحاً للجميع، بأن استخدام سلاح الاستيطان، والاستمرار فيه، كأحد الأسلحة المعتمدة لديه، لتدمير مسار المفاوضات الجارية، وجاء هذه المرة، تحدياً للإرادة الوطنية، والأميركية خاصة.
أعلن الجانب الفلسطيني من جهته، بأن تواصل الاستيطان يتناقض مع أي جهد جدي، للتوصل إلى اتفاق سلام، وبأن إعلان العطاءات الاستيطانية، في المواقيت التي يعلن عنها، هدفه ضرب عملية السلام، وإحباط الجهود الأميركية بشأن دفعها وتقدمها، ووفقاً لذلك، أعلن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بوضوح، بأن استمرار المشاريع الاستيطانية، سيستدعي وقفها، واعتبارها عبثاً وإضاعة للوقت، وبالتالي فإن وقفها، سيكون أجدى من تواصلها، جاء كلام الرئيس محمود عباس، كلاماً جدياً للغاية، والتوجه للأمم المتحدة، ومؤسساتها هو كلام جدي للغاية.
مارست الولايات المتحدة، ضغطاً ملحوظاً على إسرائيل، لوقف المشاريع الاستيطانية الأخيرة، وكان من الطبيعي أن تستجيب إسرائيل لذلك، أعطت هذه الخطوة، إشارة واضحة، لا تقبل الجدل، بأن الولايات المتحدة، قادرة على الضغط على إسرائيل - إن هي أرادت - وهنالك شواهد في التاريخ، ما يكفي للتأكيد على هذه الحقيقة.
الآن، أصبحت الأمور، أكثر وضوحاً وجلاءً، وبات المشهد الإقليمي والدولي، يوحي، بأنه وفي حال تفجير إسرائيل لتلك المفاوضات، ولديها من الأسباب، ما يكفي لذلك، فإن ملامح مرحلة جديدة بدأت ترتسم في الأفق القريب.
مرحلة، ستلعب فيها دولة فلسطين، دوراً مشهوداً وستكون قادرة فعلاً، على إعادة طرح القضية الفلسطينية مجدداً على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفتح الباب على مصراعيه، لدور دولي فاعل في حل قضية، طال أمد أزمتها، بفعل سياسات إسرائيلية، مبنية على العدوان والتوسع والعنصرية.