أعلنت سلطة المياه الفلسطينية أن قطاع المياه في غزة تكبد خسائر تقدر بنحو 34.4 مليون دولار. وذلك في تقييم أولي للأضرار المترتبة على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 36 يوماً. موضحة أن الطواقم المعنية ما تزال تعمل على إعداد تقييم أكثر شمولاً في ظل عدم القدرة على فحص البنية التحتية للمرافق المختلفة بالكامل حالياً.
وقالت سلطة المياه في بيان صحافي، إنه بالإضافة إلى هذه الأضرار الكبيرة، فإن هناك حاجة ملحة لتدخلات طارئة بنحو 32.6 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الضرورية خلال الأشهر الست القادمة، تشتمل على إصلاحات عاجلة وتوفير قطع الغيار اللازمة فضلاً عن توفير الوقود لتشغيل المرافق المختلفة في ظل النقص الحاد في الطاقة الذي تضاعف بعد قصف محطة توليد الكهرباء، وذلك لتوفير خدمات المياه للمواطنين خاصة المقيمين في مراكز الإيواء.
وإضافة إلى الاحتياجات الآنية الطارئة واحتياجات إصلاح أضرار العدوان، يحتاج قطاع المياه في غزة حالياًما قيمته 620 مليون دولار لتطوير خدمات ومرافق المياه والصرف الصحي، فضلاً عن 240 مليون دولار تقريباً متوفرة ومقدمة من قبل المانحين لتنفيذ مشاريع لتحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي ومشاريع أخرى قصيرة ومتوسطة المدى.
وفيما يتعلق بالأضرار التي تم تقديرها حتى اللحظة، فإن العدوان الإسرائيلي أدى إلى تدمير 11 بئراً للمياه بشكل كلي و15 بئراً بشكل جزئي وذلك في مختلف أنحاء قطاع غزة، فيما ألحق أضراراً تدميرية بشكل كلي لما يقدر بأكثر من 17 كيلومتراً طولياً من شبكات المياه، وما يزيد عن 29 كيلومتراً طولياً تضررت بشكل بالغ أو جزئي.
وذكرت سلطة المياه أنه تم تدمير 5 خزانات للمياه بشكل كلي، فيما تضرر 11 خزاناً للمياه بشكل بالغ أو جزئي. في غضون ذلك، تم تدمير وحدتي تحلية للمياه كلياً، وأصاب العدوان 4 وحدات تحلية بأضرار بشكل جزئي أو بالغ.
وبالنسبة للأضرار في مرافق الصرف الصحي، قدرت سلطة المياه بأنه تم تدمير ما يزيد عن 7 كيلومترات طولياً من الشبكات كلياً، وأكثر من 10 كيلومترات طولياً بشكل جزئي، كما تم إلحاق أضرار جزئية وبالغة في 12 محطة ضخ للصرف الصحي، فيما تضررت 4 محطات معالجة للمياه العادمة بشكل جزئي أو بالغ.
وبشأن المعدات ووسائط النقل الخاصة بمرافق وخدمات المياه، فإن الخسائر التي تكبدتها تقدر بنحو 9 ملايين دولار، فيما لحقت أضرار كبيرة ومتفاوتة في المعدات المكتبية والتقنية وشبكات الاتصال الخاصة بالمرافق المائية خلال العدوان الإسرائيلي.
وحذرت سلطة المياه من التداعيات الصحية والبيئية للعدوان والأضرار المترتبة على استهداف مرافق قطاع المياه نتيجة انقطاع الخدمات لفترات طويلة وعدم القدرة على معالجة المياه العادمة وتصريفها إلى البحر مباشرة في ظل مخاوف كبيرة من تسربها إلى الخزان الجوفي، بالإضافة إلى الآثار المحتملة للأسلحة "غير المعروفة" التي استخدمت في الحرب الإسرائيلية.
وكانت سلطة المياه ومصلحة مياه بلديات الساحل أعلنتا عن قطاع غزة مؤخراً "منطقة منكوبة مائياً وبيئياً" في ظل عدم القدرة شبه التامة عن تقديم خدمات المياه والصرف الصحي لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 1.8 مليون نسمة في ظل الحرب المستمرة.
وأوضحتا أن القطاع الذي يعاني من أزمة مائية مزمنة منذ سنوات مهدد بمزيد من التدهور في هذا الجانب جراء التداعيات البيئية والصحية المترتبة على الأضرار البالغة التي أصابت قطاع المياه خلال الحرب الحالية.
وطالبتا بتدخل دولي عاجل من أجل إنقاذ الوضع وتمكين الطواقم المعنية بإصلاح الأضرار وإيصال مياه الشرب للسكان، وإدخال قطع الغيار والصيانة اللازمة لإصلاح وتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، وتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الصرف ومحطات الضخ بالإضافة إلى تشغيل آبار المياه.
كما ناشدتا بمضاعفة الجهود الرامية إلى تأمين التيار الكهربائي اللازم وكميات الوقود الضرورية لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي من أجل توفير الخدمات الإنسانية لسكان القطاع المنكوبين وضمان حقهم الإنساني الأساسي في حصولهم على المياه.