Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

"دولتي إسرائيل.. جعلتني مجرم حرب".. عيسى قراقع

  أنا ضابط في وحدة غولاني الإسرائيلية (وحدة النخبة)، وهي رأس الحربة لجيش "الدفاع" الإسرائيلي والمعروف باللواء رقم واحد، التحقت في (حرب الجرف الصامد) مع 86 ألف جندي نظامي واحتياط في قطاع غزة منذ اليوم الأول بتاريخ 4-7-2014 في مهمة قالوا لنا أنها "مهمة عادلة"، وهدفها "الدفاع عن النفس" ووضع حد لصواريخ المقاومة والقضاء على الأنفاق الهجومية والممتدة إلى داخل "دولة إسرائيل".

 

تدربت في مركز كتيبة غولاني والذي يطلق عليه الجحيم، وكل من معي في هذا اللواء هم خريجو المدارس الدينية المتشددة، مشبعون بفتاوى عوفاديا يوسف والمتحمسين دائماً لقتل العرب، وهذا اللواء مقسّم إلى كتائب من الدبابات (ميركافا4) وكتيبة مهندسين، وكتيبة من المدفعية والمظليين وسرية حرب الكترونية، وسرية خدمات طبية، نرفع شعار اللواء وهو شجرة زيتون ذات خلفية صحراوية، لأننا تعلمنا أن هذه البلاد كلها صحراء، وأننا الذين زرعناها وعمرناها ولم يكن هناك فيها بشر، ونستخدم بنادق عديدة فعالة وصواريخ وقذائف محمولة ومضادة للدروع.

ذهبت للحرب في غزة وخلفي جبهة داخلية متراصة، الكل معنا ويدعمنا، الصحفيون والقانونيون والمحامون والأكاديميون وكل مؤسسات المجتمع في "إسرائيل" تهتف لنا، بنادقنا محشوة، دفاعنا العسكري على أتم الاستعداد، حريصون أن نعود منتصرين بسرعة، ملبين ذلك النداء الحاسم (دعوا الجيش ينتصر).

نحن من انتصر في كل الحروب، (الجيش الذي لا يقهر)، ولم أر في حياتي سوى حروباً وانتصارات ونياشين، لا وقت عندي للدراسة أو الإجازات، الحرب صارت جزءًا من شخصيتي وقناعتي، القوة والسيف والدبابة والطائرة ودخان المعارك، دوي الانفجارات، الدماء الغزيرة، هي أحلامي الجميلة التي أتوق لها منذ نشأتي في المدرسة والمعهد والبيت والمعسكر والشارع.

أهدافنا واضحة، استعداداتنا عالية، رؤوسنا حامية، ووعينا جاهز بالقضاء على هؤلاء (العربوش الأعداء) الذين تجرأوا على كسر هدوء دولتي "إسرائيل" وأوقاتها، وخربوا اقتصادها، وحشروا سكانها في الملاجئ، وعطلوا طيرانها وسياحتها ومدارسها ورحلات الصيف والاستجمام في البحر على شواطئ تل أبيب الناعمة.

وصلنا تخوم غزة، ومعنا كل أسباب النصر المؤكد، من صواريخ فتاكة ومدافع وقنابل برؤوس متفجرة تزن آلاف الأطنان، وخلفنا بوارج حربية وقناصة، وقنابل من كل الأنواع: الحارقة والفسفورية والكيماوية والكربونية والفراغية والتدميرية والإرتجاجية، الكفيلة بسحق كل شيء بأقصى سرعة والعودة إلى البيت.

كنت متعطشاً لهذه الحرب، ينتابني شعور رائع وجمال ساحر، الدخان الأسود وهو يرتفع، قنابل الفسفور الأبيض وهي تشع، قنابل الإنارة تنفجر، الصواريخ تحرث الأرض كالزلازل، ما أروع الحرب والمشاركة في حفلاتها الحربية!

قالوا لنا ستشعرون بالمتعة في الحرب وأنتم تتطلعون إلى المنازل وهي تتحول إلى أنقاض فوق سكانها، أشلاء بشر تتطاير هنا وهناك، دماء في كل مكان، أشخاص يرفعون الرايات البيضاء يتم إعدامهم، تحليق الطائرات المتناسق، اندفاع الدبابات والمدافع العظيمة وبراكين النار، حرائق تضيء المكان، إنه جمال الحرب التي كنت أريدها وأتمناها.

قيادة الجيش قالت لنا: في الحرب على غزة لا نريد من الجرحى أن يصرخوا، أسكتوا كل جريح برصاصة أو قنبلة، لا نريد أحياءً في غزة، نريد أن نسمع أن أرقام القتلى تتزايد وتتسع، اقصفوا كل شيء يتحرك، الإسعاف والمسعف والصحفي وحمالين الموتى، الطيور والمدارس، الطفل والمرأة والمسن، نحن نملك شرعية إلهية وأخلاقية كاملة في الدفاع عن أنفسنا، لأن أعداءنا ليسوا بشراً، لا رحمة لغزة.

المدرسون والحاخاميون علمونا في وحدة غولاني أشعار (حاييم غوري)، فالمحارب يجب أن لا يرى ولا يشعر، أن يصير آلة أتوماتيكية تجيد فقط إطلاق النار، وأن الفلسطيني مجرد سرطان في قلب دولة "إسرائيل" حسب أقوال الجنرال (يانوش بن غال)، وحيوانات تسير على قدمين كما قال (اسحق شامير)، وأفاع رقطاء كما قال الحاخام عوفاديا يوسف، وما علينا في غزة سوى السير على منهج (يوشع بن نون) عندما احتل مدينة أريحا فذبح أهلها من طفل وشيخ حتى البقر والغنم بحد السيف.

خلال الحرب على غزة أصابتني صدمة مما رأيت، ومما فعلت، ومما طلب مني أن أفعل، لقد اكتشفت بأني لا أخوض حرباً ضد جيوش، لا أرى مقاتلين، لا طائرات ولا دبابات لهؤلاء الأعداء، أخوض حرباً ضد سكان مدنيين عزلاً وبائسين وفقراء ومكدسين في بيوت متلاصقة ومخيمات لا تصلح للعيش، أمامي نساء وكبار في السن وأطفال أبرياء، عمال ومزارعين وطلاب عائدين من مدارسهم وجامعاتهم، وباعة على الأرصفة، صيادين محبطين من البحر و"إسرائيل".

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، لأنني رأيت غزة تحترق أمامي، قتلنا حتى اليوم الثلاثين من الحرب أكثر من 1894 شخصاً، 85% منهم من المدنيين، دفناهم تحت أنقاض المنازل، وجرحنا أكثر من 9563 شخصاً، وقتلنا 426 طفلاً و79 مسناً و255 امرأة وفتاة، ودمرنا أكثر من عشرة آلاف منزل، وشردنا أكثر من نصف مليون شخص أصبحوا هائمين ضائعين بلا مأوى، هذه ليست حرباً، بل عملية إبادة بوسائل فاشية.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، لأننا أصبنا بالجنون الأعمى، دمرنا المستشفيات ومراكز الإعاقة وسيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني والمدارس والمساجد ومراكز الرعاية، ومحطات الكهرباء وخزانات المياه، لاحقنا الأطفال على شاطئ البحر والمشردين في مدارس الاونروا وقتلنا الأولاد، وزرعنا الموت في الصفوف والمقاعد، أحرقنا علم الأمم المتحدة ولوح الدروس والطباشير والدفاتر والأقلام وأحلام الصغار المرتعبين الخائفين.

لم أر في غزة سوى أعمدة الموت في كل مكان، ليست موسيقى ممتعة كما علمونا، ولا رقصات مسلية وسط الدخان المشع، الجثث المتناثرة والمحروقة والممزقة والصرخات المخنوقة التي كنت أسمعها في كل حارة وبيت.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، ألقينا أكثر من عشرة آلاف قذيفة متفجرة من دباباتنا وطائراتنا وسفننا البحرية ومدافعنا على سكان قطاع غزة، وبما يعادل قنبلتين نوويتين، ونفذت طائراتنا العمياء 6663 هجمة جوية و16209 هجمات بحرية، كانت حرباً إسرائيلية عالمية، كانت محرقة مكتملة وناجزة لكل من هو على الأرض ومن فوقها، ومن في بطون الحوامل، ومن يصلي في الجوامع، موتاً يجرف موتاً، وجثثاً تتكوم فوق جثث، وكل شيء أسود، لا أبيض في فضاء غزة.

كنت أحارب أشباحاً، أشخاصاً غير مرئيين، يخرجون من تحت الأرض، يقتلون جنودنا وتبلعهم الرمال، رجال قادرون على المقاومة المستحيلة وإفزاعنا ليلاً ونهاراً، الكوابيس تسيطر علينا خشية اختطافنا، الخوف من انشقاق الأرض من تحت أقدامنا، وإذا كنا نملك غواصات بحرية فهم يملكون غواصات أرضية، وإذا كنا نحتمي خلف ترسانتنا المسلحة، فهم يحتمون خلف إرادة صلبة وتضحية متفوقة كشفت عجزنا.

هذه ليست الحرب التي أعرفها، أصبحت سفاحاً، ارتكبنا مذابح إبادة في الشجاعية ورفح وخزاعة وبيت حانون وجباليا، البيوت مقابر جماعية، والناس ليس عندهم قبة حديدية، ولا صافرات إنذار، صواريخنا السريعة هي صافرات الموت لهم، تغيرت جغرافيا المكان، أحياء بكاملها اختفت، لا شوارع ولا بنيان، جثث متحللة ومهشمة، لا أكفان ولا مشيعين ولا جنازات، الكل أدخلناه في فوهة الموت، وفي كل دقيقة يولد موت في غزة.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، لأنه منذ بداية الاحتلال أصبح قتل العرب هو الوسيلة المركزية في الإستراتيجية الإسرائيلية، وأصبحت دولتي "إسرائيل" تقدس الموت، ذاكرتنا مزدحمة بالحروب المقدسة، وقد احترقت غزة أمامي، ومع كل صاروخ كنت أسمع أناشيد قادتي هاتفين بأن الموت سيبقى فوق الرقاب، رصاص مصهور، عمود سحاب، جرف صامد، سكين في الزبدة، سلاحنا طاهر، سلاحنا عادل، سلاح دفاع، وأن الحقيقة الفلسطينية يجب أن تختفي، أمام ذلك شعرت بأني رجل مافيا وجندي في دولة عصابات.

بنك أهدافنا كان قتل الناس فقط، لم ندمر أنفاقاً، ولم نمنع صواريخاً، ضللونا وأربكونا وهم يخترعون أهدافا لنا في كل لحظة، نحرك دباباتنا أماماً أو خلفاً، يميناً أو يساراً، نطلق القذائف والصواريخ في كل اتجاه، وفي كل لحظة كنا نرتكب جريمة.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، لأنني فقدت إنسانيتي وأخلاقي، أشبعوني بثقافة عسكرية تفيد أن كل شيء يبدأ في حياتنا من الحرب وتنتهي بالحرب، ولا أحد يصنع القرار في دولتنا سوى الجنرال والمحارب، فالوزراء هم جنرالات حرب، ورؤساء البلديات معظمهم جنرالات حرب، ومدراء شركاتنا التجارية جنرالات حرب، رؤساء دولتنا جنرالات حرب، لا مجتمع مدني عندنا، لا حياة عادية، كل شيء في حالة طوارئ واستنفار، وقد لقنتني غزة درساً، وبدأت أبحث عن نفسي.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، فالحرب في بلادي تحظى بالعبادة والتقديس، بل مقدسة كالصلاة وعلينا السجود لها، أن نحبها ونعشقها لأجل هدوء دولتنا وأمنها واستقرارها، وعلينا أن نجلب لها صور النصر حتى وإن كانت جثثاً ودمارًا وأهوالاً وفواجع ومصائب تندي جبين الإنسانية، وتجعلنا برابرة ووحوشاً لا تنتمي للحياة الإنسانية.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، لأني رأيت بأم عيني كيف قتلنا المعاقة الفلسطينية غدير في بلدة خزاعة، تلك الفتاة التي لم يسعفها كرسيها المتحرك للهروب من الموت، بقيت أمام الدبابات تجلس وحدها في منتصف الطريق، أطلقنا عليها قذيفة مزقتها إلى أشلاء مع عجلتها المتحركة.

هزمتنا غزة التي تركناها بلا ملامح ولا ظلال، هزمتنا نفسياً وأخلاقياً وعسكرياً، ولو كنت غزاوياً لانفجرت في وجه دولة تمارس الطغيان والوحشية، يخجل هتلر مما فعلناه في غزة، وقد صنعنا من الأجيال الفلسطينية القادمة أعداءً جدداً لنا، لن ينسوا ولن يكفوا عن البحث عن أرواحهم المستلبة، سيبحثون عنا في كل زمان ومكان، الناجون منهم سيطاردون الناجون منا.

لقد أنجب مخاض الحرب 4500 مولود جديد في غزة، يسألون عن آبائهم المفقودين، صرخة الولادة دائماً أعلى من صرخة الموت في فلسطين، ولا زالت أحشاء غزة تفيض بالقادمين.

هزمتنا غزة وجرفتنا، والهزيمة ليست عسكرية فقط وإنما أسقطت غزة كبرياءنا المسلح العالي، تبجحنا بالتفوق والغرور والعربدة في المحيط أرضاً وبحراً وجواً، لم يكن رب الجنود معنا هذه المرة، فقد كشفت غزة عوراتنا، الشر الكامن في داخلنا، مرغتنا في الرمل، وأسقتنا من نفس الكأس المر الذي جرعناه لها سنوات وسنوات.

هذه ليست "إسرائيل" التي أريدها، تحارب العالم، وترى في كل العالم أعداءً من حولها، دولة الخوف والجدار والحواجز والمستوطنين، دولة الفضيحة، فالعالم لا يتلقى منا سوى مشاهد مذبحة وراء مذبحة، مشاهد عسكرتارية، كل شيء لنا منهوب وفيه رائحة جريمة.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، أوهمتنا أننا نحظى بالحصانة، ونحظى بشرعية أعمالنا الفاجرة، لم تشمل قوانيننا الداخلية أي نص حول جرائم الحرب أو مساءلة لمن يقترف الجريمة، نحن طاهرون، وأخلاقنا عالية، مسموح لنا أن نملأ سجوننا بالأسرى، وأقبية التحقيق بالمعذبين، مسموح لنا أن نشرع أي انتهاك، لأننا نرى في كل فلسطيني قنبلة موقوتة يجب تفجيره وتفجيرها.

نحن أعلنا الحرب على دولة عضو في الأمم المتحدة، وعضواً في خمسة عشر اتفاقية ومعاهدة دولية، مما أدى إلى اتساع الطوق حول رقابنا، وعزلنا، وجعلنا متهمين أمام شرائع وقوانين الدول السامية المتعاقدة في اتفاقيات جينيف، وأمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، فطوبى لدولتي "اسرائيل "التي جعلتني مطارداً ومطلوباً ومتهماً أمام المحاكم الدولية.

دولتي "إسرائيل" جعلتني مجرم حرب، ستلاحقني المادة التاسعة والأربعين في اتفاقيات جنيف بسبب ارتكاب مخالفات جسيمة، جرائم حرب، وستلاحقني المادة الثامنة من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، بسبب جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجريمة إبادة الجنس البشري، وستلاحقني صورتي البشعة في الحياة والممات، لن أنجو، ولن تحميني هذه الدولة التي حولتني إلى فتيل مشتعل في حربها غير العادلة.

ستصل لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة، سوف تكتشف مجموعة مركبة من الجرائم الجنائية والسياسية التي ارتكبتها دولتي "إسرائيل" وهي:

أولاً: الفلسطينيون ضحايا تاريخيين لهذا الاحتلال الأطول في العالم بسبب تعطشهم وتطلعهم للحرية والكرامة والاستقلال.

ثانياً: الشعب الإسرائيلي ضحية عقلية الاحتلال وروح الانتقام والعنصرية المتأصلة لدى قادته وحكوماته.

ثالثاً: دولة "إسرائيل" أصبحت خطراً على المجتمع الدولي ومنظومة السلوك والقيم الإنسانية والعدالة الكونية.

مرحى لدولتي "إسرائيل"، لقد جلبت لهيئة أركانها العسكرية وحكومتها صور العار الكثيرة، أمواتاً وجثثاً ودماءًً وبيوتاً مهدمة وفزعاً وبكاءً وخوفاً، جلبت لها صورة غزة القتيلة، فليعلنوا الآن الانتصار على غزة، ويحتفلوا بهذه البطولة، ويؤلفوا لهم رواية وهمية، وخطاباً أسطورياً عن معارك الحرية.

ستشكل لجان تحقيق داخل دولتي "إسرائيل"، ليس من أجل إدانة الفظاعة الدامية التي إرتكبناها بحق سكان غزة، وانما من أجل معالجة الهزيمة والفشل الذي تكبدناه، وأسباب وقف اطلاق النار والتهدئة دون تحقيق مزيد أعمق من الموت والإبادة في غزة، فالبطولة لا زالت ناقصة كما يقول قادتي ما دامت غزة تتنفس.

لقد أعلنت تمردي ورفضي الخدمة العسكرية في وحدة غولاني، لأن دولتي الغارقة في دم غزة لم تعلمني شيئاً عن السلام سوى ما قاله (مناحم بيغن) بأن قوة التقدم في تاريخ العالم ليس بالسلام بل بالسيف، وأن الحوار مع الآخر لا يتحقق إلا بسلاح الردع كما قال رئيس حكومتنا "بنيامين نتياهو"، وأنه لا رحمة للضعفاء كما قال شارون.

حكموا علي بالسجن خمسين يوماً بسبب رفضي الحرب على غزة، ولا زلت أهرب من محاورة وجهي في المرآة، أخجل من لقاء أولادي، ملامحي تغيرت، مشاعري فولاذية، ما أصعب أن تكون في دولة إحتلال، الإحتلال هدمني نفسياً وأخلاقياً وحولني الى مجرم حرب، وغزة أيقظتني.

 

* وزير شؤون الأسرى والمحررين- رام الله