Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

المغرب: ناشط حقوقي يتعرض للتهديد من رئيس جمعية «تطبيعية»

Morocco-2-730x438.jpg
فلسطين اليوم - الرباط

فاد “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” أن كاتبه العام، الناشط الحقوقي عزيز هناوي، تعرض للتهديد بالتصفية الجسدية من طرف أحد دعاة التطبيع مع الكيان الصهيوني، يرأس ما يسمى “جمعية موسى بن ميمون للثقافة اليهودية في مدينة الناظور”.
وأضاف في صفحته على “الفيسبوك” أنه غداة توجيهه رسالة رقمية عبر تعليق إجرامي في صفحة “مغاربة ضد التطبيع الصهيوني”، تتضمن تهديدات بتصفية المناضلين ضد التطبيع في المغرب، هناوي نموذجاً، نشر رئيس الجمعية المذكورة صورة له (بروفايل) في أحضان السفارة الأمريكية في الرباط، كإشارة منه ورسالة غير مشفرة إلى أنه “محمي” من لدن الولايات المتحدة الأمريكية ضد القانون المغربي الذي ينص بكل وضوح على تجريم التهديد بالقتل عبر الوسائل الإلكترونية”.
واعتبر “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” هذا السلوك بمثابة “استئساد” على القانون والقضاء بالسفارة الأمريكية في الرباط.
واطلعت “القدس العربي” على صفحة الشخص المعني، فلاحظت أنه من دعاة التطبيع مع الكيان الصهيوني، تحت غطاء الاهتمام بالثقافة اليهودية، مثلما يتضح من خلال تدويناته ومنشوراته على “فيسبوك”، ومنها صورة تتضمن جملة بالعربية والإنكليزية هي “أطلقوا سراح المختطفين الآن”، قاصداً بهم المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية. وفي منشور آخر، تقاسم الشخص نفسه “فيديو” باللغة العبرية مترجم إلى العربية، وتحته عنوان “حاخام إسرائيلي يصلي من أجل تدمير إيران و«حماس» و«حزب الله». كما كتب أيضاً “مرغمون على ممارسة الحرب من أجل العيش في سلام”.
على صعيد آخر، دعا حزب “العدالة والتنمية” المغربي المعارض إلى “الإغلاق الفوري لمكتب الاتصال الصهيوني وطرد ممثلي الكيان الصهيوني في الرباط”، كما طالب الدولة المغربية وكل الدول العربية والإسلامية للضغط على الكيان الصهيوني من خلال مواقف واضحة تندد بقتل المدنيين وإبادتهم في غزة وفلسطين وبسلسلة الاغتيالات الصهيونية، ووقف كل العلاقات وإلغاء كل الاتفاقيات مع دولة الاحتلال.
وفي بيان جديد أصدره الحزب الذي يقوده عبد الإله بن كيران، طالب كل الأحزاب السياسية بالتعبير عن مواقفها المنددة بالجرائم الصهيونية الوحشية ضد المدنيين العزل، وبالاغتيالات الصهيونية الجبانة للقيادات الفلسطينية. كما طالب البرلمان المغربي بالإلغاء الفوري لما يسمى لجنة “الصداقة” مع العدو الصهيوني، والقيام بكل المبادرات لوقف العدوان. وحثّ أعضاء الحزب ومناضليه وعموم المواطنين والمواطنات على مواصلة القيام بالواجب في الدعم المادي والمعنوي لنصرة غزة وفلسطين.
ونبّه البيان إلى أنه “لم يعد مقبولاً نهائياً – لا شرعياً ولا أخلاقياً ولا إنسانياً – هذا الصمت أمام عمليات القتل الوحشية التي ينفذها يومياً جيش الاحتلال الصهيوني في حق المدنيين العُزل، وأمام الاغتيالات التي تطال قيادات المقاومة الفلسطينية وعائلاتهم وعلى رأسهم الشهيد القائد إسماعيل هنية، وأمام مجزرة مدرسة التابعين في غزة وغيرها من المجازر الوحشية.
وتطرق البيان كذلك إلى الأخبار التي راجت أخيراً عن توقف سفينة حربية للعدو الصهيوني في ميناء طنجة للتزويد بالوقود والتموين – والتي رفضت دول الجوار استقبالها – في الوقت الذي يمنع فيه العدو الصهيوني الطعام والماء والدواء وينشر فيه الأمراض والأوبئة الفتاكة ويقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ومقرات وموظفي الأمم المتحدة.
واستنكر “استباحة واقتحام المتطرف الصهيوني المجرم بن غفير والمستوطنين الهمجيين باحات المسجد الأقصى المبارك، وهجوم المستوطنين بالسلاح على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقتلهم والتنكيل بهم وحرق ممتلكاتهم”.
كما وصف المفاوضات الجارية بشأن إطلاق النار بـ”الخادعة” لكونها ـ باعتقاده ـ “لا تهدف سوى لفسح مزيد من الوقت للكيان الصهيوني للتطهير العرقي وإبادة الفلسطينيين، وأمام الدعم الأمريكي والغربي الفاحش بالمال والأسلحة المتطورة التي تقصف بها غزة وساكنتها أينما وجدت وحيثما نزحت”.
وانتقد الحزب نفسه أيضاً “الزيارات المدانة والمنحطة التي يقوم بها بعض الشباب المغربي المغرر بهم إلى الكيان الصهيوني، وادعاءهم بأنها بعلم جهات رسمية”، مستنكراً “تجرؤ القائم بأعمال مكتب الكيان الصهيوني على الاتصال ببعض الصحافيين المغاربة وتعبيره عن استعداده لتنظيم زيارة لهم للكيان الصهيوني”.
ووفق البيان الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، فقد انطلق اجتماع الأمانة العامة لحزب “العدالة والتنمية” بتأكيد الأمين العام عبد الإله بن كيران “أنه أصبح من المؤكد أن ما يجري في قطاع غزة اليوم هو إبادة جماعية مبرمجة بتوافق أمريكي إسرائيلي وتمويل وأسلحة أمريكية وغربية، وأن موضوع المفاوضات ليس إلا توسيعاً للمدى الزمني لإسرائيل لإتمام مهمتها القذرة من خلال القصف العشوائي على المدنيين وتجويعهم وحرمانهم من الماء والدواء ونشر الأمراض والأوبئة الفتاكة بينهم وحرمانهم من كل الشروط الضرورية للحياة الكريمة في أفق تصفيتهم وتهجير من تبقى منهم لتبقى غزة أرضاً خلاء لإقامة مشروعهم المزعوم “إسرائيل الكبرى”، ومحاولة تحميل المسؤولية لـ«حماس» بكونها لم تقبل الحلول المقترحة، كل هذا في ظل صمت دولي وعربي وإسلامي رهيب وتهديدات فارغة ومحتشمة”.
واستطرد بن كيران قائلاً: “إن دولتنا الأبية التي تبنت القضية الفلسطينية منذ انطلاقها والتي أعلن جلالة الملك أنها بالنسبة لنا هي في نفس مستوى قضية أقاليمنا الجنوبية، هي كذلك لم ترق إلى القيام بدورها في الحد الأدنى المطلوب، فمن مجموعة من الشباب المغرر بهم الذين زاروا “إسرائيل” مناصرين لها ضد إخوانهم في العروبة والدِّين، إلى قائم بأعمال الكيان الصهيوني يدعو صحافيين مغاربة إلى زيارة “إسرائيل”، إلى صمت مريب عند المجزرة الدموية التي نفذها جيش الاحتلال الصهيوني في مدرسة التابعين بغزة، إلى تموين سُفُن حربية إسرائيلية رفضت دول الجوار استقبالها، إلى ما لا نعرفه من اتصالات وزيارات في الوقت الذي نجد فيه دولاً أوروبية وأخرى أمريكية لاتينية وإفريقية تندد وترفض التعامل مع إسرائيل أو التبادل التجاري معها وتقطع علاقاتها معها”.
وخلص الأمين العام إلى أن “هذا السلوك لم يعد يطاق مهما كانت المبررات، وأن الشعب المغربي الأبي لا يمكنه أن يقبله، وإن كان يبدو صامتاً فإننا نتصور أنه لا يرضى بأقل من قطع العلاقات مع هذا الكيان بجميع مستوياتها، لأن التاريخ لا يرحم ولأن بعض المكاسب المعلنة لا يمكن أن تمحو عار التخلي عن إخوتنا في الدين واللغة والتاريخ والإنسانية”، بحسب تعبير بن كيران.
كما ذكر الأحزاب السياسية المغربية بمختلف أطيافها بأن تهميشها لهذه القضية في اجتماعاتها وبلاغاتها يعد إخلالاً بالواجب، وهي التي كانت تجعل دائماً من هذه القضية قضيتها الأولى وتنافس الدولة في دعم القضية الفلسطينية ومناصرة الأشقاء الفلسطينيين، ما جعل المغرب إحدى الدول العربية القليلة التي يرقد شهداؤها الأبرار إلى جوار إخوانهم في الجولان وسيناء.