Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

أول إغارة نوعية على «نتساريم» | المقاومة للعدو: هذا ثمن البقاء في غزة

فلسطين اليوم

قدّمت المقاومة، من خلال عملية الإغارة على محور «نتساريم»، أمس، نموذجاً لشكل التعاطي المستقبلي مع تلك العقدة. وظهر مقاومو «كتائب القسام» في مقطع نشره الإعلام العسكري، وهم يتسلّلون إلى عمق خط الإمداد الآمن المحيط بالحاجز المستحدث، حيث تمكّن أربعة من الذين تجنّدوا في دفعة عام 2024، من الإغارة إلى عمق منطقة شارع 8 جنوبي حي تل الهوا، والتي حوّلها جيش الاحتلال إلى مساحة عسكرية مؤمّنة، يتحرّك فيها جنوده بجيبات قليلة التصفيح والحماية. وممّا أَظهره فيديو «القسام»، استخدام طائرة مُسيّرة لتصوير الحيّز العملياتي للمحور، ثم تسلّل الشبان الأربعة إلى أحد المنازل، وزرع عبوتين مضادتين للأفراد والتحصينات، في طريق تسلكه جيبات الاحتلال بشكل دوري، ما يشير إلى الرصد والتخطيط الدقيق للعملية، قبل تفجير العبوات وانطلاق المقاتلين للإجهاز على مَن تبقّى من الجنود بالأسلحة الخفيفة، وثم الانسحاب بسلام. وبعدما أتمّوا مهمّة توثيق تداعيات الهجوم، بما فيها عملية إخلاء القتلى والمصابين، توعّد أحد المقاتلين، في نهاية المقطع، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالقول: «مجنّدو كتائب القسام فوج 2024 سيعيدون الكرة مرة أخرى».تلك العملية التي أقرّ جيش العدو بمقتل جندي احتياط برتبة رائد فيها، تُعدّ أولى عمليات الإغارة التي يتمكّن فيها المقاومون من تخطّي وسائل الرقابة الجوية الشديدة التعقيد، والتسلّل إلى أكثر مناطق القطاع خطورة، ثم تنفيذ هجوم مخطّط له بعناية شديدة، قبل الانسحاب بسلام. وهي تقدّم إشارة إلى الانتقال إلى مستوى أعلى من الضغط الذي يهدف إلى رفع تكلفة البقاء العسكري في القطاع، بعدما كان العمل الميداني مقتصراً على استهداف الموقع بقذائف الهاون والصواريخ التكتيكية القصيرة. ويشير السلوك المتقدّم إلى جملة من الدلائل:
- استطاع المقاومون الذين يفهمون أرضهم جيداً، التحايل على عقبات الميدان، وتدشين شكل جديد من وسائل الضغط الشديدة التأثير، والتي تعتمد في تنفيذها على أكثر العناصر استدامة، وهي العبوات الناسفة والعنصر المقاتل.

دشّنت المقاومة، أمس، مرحلة جديدة من الضغط، طمأنت عبرها الحاضنة الشعبية


- نُفّذت العملية في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين المؤسستَين الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال، حول فكرة الاحتلال المستدام للقطاع، وأشارت مجدداً إلى قدْر التعقيد المحيط بمحور «نتساريم»، والذي يجعل أيّ هدوء ميداني في مناطق القتال المتوتّرة، فرصة لتركيز العمل على محور الانتشار الرخو الذي يتوسّط القطاع، بما يسمح بحرية العمل من الاتجاهَين الشمالي والجنوبي.
- كان واضحاً التركيز على فكرة مجنّدي عام 2024، في إشارة إلى فعالية التعويض البشري في عديد الجنود، وهو منحى يشير أيضاً إلى الحيوية الشديدة التي تقابل فكرة الاقتلاع والقضاء المطلق على «القسام»، والتي يروّج لها نتنياهو.
أخيراً، دشّنت المقاومة، أمس، مرحلة جديدة من الضغط، طمأنت عبرها الحاضنة الشعبية إلى المستقبل الذي ينتظر ذلك الحاجز الذي أضحى شوكة في حلق سكان القطاع، وأكّدت أن فرضيات البقاء واستدامة الاحتلال لن تكون ورقة تفاوض في المراحل المقبلة، بل إن الانسحاب وإخلاء هذا الحاجز سيكونان ضرورييْن للهروب من الاستنزاف المستمرّ.