Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

نتنياهو… عندما يقتل المفاوض ويرفض المقترح الّذي قدّمه!

فلسطين اليوم//وكالات

إن كان يبدو من الوهلة الأولى بأنّ نتنياهو يخضع لموقف بن غفير وسموترتش اللذين يهدّدان بإسقاط حكومته في حال وافق على صفقة تبادل أسرى توقّف الحرب، فإنّ العديد من المحلّلين الإسرائيليّين يرون صورة عكسيّة...

 

صبيحة انعقاد قمّة الدوحة المتعلّقة بصفقة تبادل الأسرى، اليوم الخميس، صدر موقع واللا الإسرائيليّ صفحته على الشبكة بعنوان، "قمّة الهاوية"، متسائلًا، إذا كان هذا هو موقف نتنياهو فما الحاجة إلى المفاوضات حول المخطوفين"، وهو عنوان يختصر كلّ النفاق الإسرائيليّ والرياء الأميركي والصمت والتواطؤ الدوليّ في المماطلة بإنجاز صفقة تبادل أسرى توقّف الحرب على غزّة.

النفاق الإسرائيليّ يتمثّل بالموقف الشعبيّ الّذي يرقص على الدم الفلسطينيّ في غزّة، وفي "سديه تيمان" وفي مخيّمات الضفّة الغربيّة، ويحتفي بعمليّات القتل الّتي تمارسها وحدات القتل الإسرائيليّة في بيروت وطهران، حتّى وهي تطال المفاوض الرئيسيّ في صفقة تبادل الأسرى الشيخ إسماعيل هنيّة، وموقف ما تسمّى بأحزاب المعارضة الّتي ما زال زعماؤها يزاودون على نتنياهو في كيفيّة إدارة عمليّات القتل والإبادة الجماعيّة في غزّة، ويشدّون على أياديه وهو يهدّد بنسف صفقة التبادل والمقامرة بجرّ المنطقة إلى حرب إقليميّة من خلال عمليّات الاغتيال الأخيرة.

والرياء الأميركي الّذي يدّعي العجز عن لجم جموح نتنياهو وهو لا ينفكّ عن دعمه بالأموال والأسلحة ونشر الأساطيل والبوارج وحاملات الطائرات، لتوفير الحماية لمغامراته العسكريّة الّتي تمسّ سيادة دول المنطقة وأمنها القوميّ، رغم إدراكه أنّ هذه الخطوات تستهدف إطالة أمد الحرب وتوسيعها وإحباط أيّ محاولة لوقفها في إطار إبرام صفقة لتبادل الأسرى.

فأميركا تؤدي دور الوسيط غير النزيه في المفاوضات الّتي تستهدف الهاء العالم وأهالي الأسرى الإسرائيليّين واستهلاك الوقت، ودور الشريك الفاعل في حرب الإبادة الّتي تشنّها إسرائيل بقيادة نتنياهو ضدّ الشعب الفلسطينيّ، من خلال دعمها بالمال والسلاح والعتاد وتوفير الغطاء السياسيّ لعدوانها في الهيئات والمحاكم الدوليّة.

خير فعلت حركة حماس عندما قرّرت عدم المشاركة في قمّة الدوحة وإعلان تمسّكها بورقة الوسطاء الّتي قدّمت إليها في الثاني من يوليو، والّتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن واستعدادها للبدء فورًا في البحث في آليّات تنفيذها، كما جاء على لسان الناطق باسمها.

هذا الموقف من حركة المقاومة الإسلاميّة – حماس جاء بعد أشهر من المفاوضات الّتي دارت جولاتها في القاهرة والدوحة وروما، كانت كلّما اقتربت من تحقيق أهدافها في التوصّل إلى اتّفاق يضع بنيامين نتنياهو شروطًا جديدة يعيد من خلالها المفاوضات إلى نقطة البداية، والمفارقة أنّ الاقتراح الّذي يجري الحديث عنه الآن، والّذي أعلن عنه الرئيس بايدن في خطابه هو أصلًا مقترح نتنياهو الّذي تبنّاه الوسطاء، ووافقت عليه حركة حماس.

بمعنى أنّ نتنياهو يرفض اقتراحه هو ذاته، ويدعو لإدخال تعديلات جوهريّة عليه، وفي مقدّمتها بقاء الجيش الإسرائيليّ في محور فيلادلفيا على الحدود المصريّة، وفي محور نيتسريم الّذي يقطع جنوب قطاع غزّة شمالها، رغم إدراكه بأنّ حماس لن توافق على هذه الاشتراطات الجديدة، بل ربّما لهذا السبب بالذات، علمًا أنّ الجيش الإسرائيليّ ذاته يقول إنّه لا حاجة أمنيّة لبقائه الفعليّ في هذه المحاور.

وإن كان يبدو من الوهلة الأولى بأنّ نتنياهو يخضع لموقف بن غفير وسموترتش اللذين يهدّدان بإسقاط حكومته في حال وافق على صفقة تبادل أسرى توقّف الحرب، فإنّ العديد من المحلّلين الإسرائيليّين يرون صورة عكسيّة تظهر أنّ نتنياهو هو من يستغلّ موقف سموترتش وبن غفير كذريعة لإحباط الصفقة وإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية.

أو إلى حين تحقيق ما وصفه بـ"النصر المطلق" الّذي سخر منه حتّى وزير دفاعه يوآف غالانت، الّذي وبرغم من تطرّفه العسكريّ، فإنّه سلّم، على ما يبدو، بأنّ القضاء المبرّم على حماس هو أمر مستحيل، أو ذرّ للرماد في العيون، كما قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيليّ، وأنّ تحرير الأسرى الإسرائيليّين عن طريق الضغط العسكريّ؛ ولذلك يجب التوجّه لإنجاز صفقة تستعيد الأسرى، وتنهي هذه الجولة من الحرب الّتي استنفذت ذاتها.