قالت صحيفة هآرتس إن "الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تعد ضمن أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن الـ21".
أشارت الصحيفة العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل كثيرا من الفلسطينيين في المناطق التي سبق أن أعلن أنها آمنة.
وفي تحقيق نشرته مساء أمس الأربعاء، قالت أن "التمعن في عدد القتلى في قطاع غزة يكشف أن هذه الحرب من أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن، خاصة إذا نظرت إلى معدل الوفيات ونسبة القتلى من عامة الناس".
وأوضحت الصحيفة أن "نحو 40 ألف شخص قتلوا في قطاع غزة منذ خلال 10 أشهر من الحرب، وهو ما يمثل نسبة 2% من مجموع السكان البالغ نحو مليوني نسمة"، مؤكدة أن هذا الرقم غير معتاد في عصر الحروب التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
ولفتت هآرتس إلى أنه منذ بداية الحرب درست العديد من المنظمات الدولية وكذلك الحكومات ووسائل الإعلام مدى مصداقية أرقام القتلى التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، وهناك إجماع واسع على أنها
وأوضحت الصحيفة أن الحرب في غزة تسببت في وفيات أكثر من بعض الأحداث التي أثارت المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة.
وخلصت هآرتس إلى أن متوسط معدل القتلى في القطاع يقدر بنحو 4 آلاف شهريا، مما يجعل الحرب على غزة ضمن الحروب المتصدرة من حيث عدد الضحايا منذ بداية القرن الـ21.
وقارنت الصحيفة الحرب الإسرائيلية على غزة بالحرب في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالفوارق بين غزة وبقية المناطق، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن "الفارق الأكثر وضوحا بين حروب القرن الـ21 الأخرى وما يحدث في غزة هو مساحة منطقة القتال والبالغة 360 كيلومترا مربعا، وعدم قدرة السكان الذين لا يشاركون في القتال على الهروب من القتال، وقبل كل شيء معدل الضحايا من مجموع السكان".
وقالت إن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية في المناطق التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها مناطق إنسانية، ويعاني النازحون من الاكتظاظ والعدوى وعدم توفر مأوى آمن، علاوة على نقص الدواء ومقومات الحياة الأساسية.
ووفقا لتقديرات لم تنسبها الصحيفة إلى مصادرها، قُتل نحو 2% من السكان في سوريا كما هو الحال في غزة، ولكن مع فارق مهم وهو أن الحرب مستمرة هناك منذ 13 عاما، وفق هآرتس.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور في جامعة لندن البريطانية مايكل سباغات قوله "فيما يتعلق بنسبة السكان الذين قتلوا أفترض أن الحرب في غزة دخلت بالفعل المراكز الخمسة الأولى في الصراعات العشرة الأكثر عنفا في القرن الـ21″.
وأكد سباغات -وهو متخصص في مراقبة ضحايا الصراعات العنيفة- أنه إذا أخذنا في الاعتبار المدة التي يستغرقها قتل نسبة كبيرة كهذه من السكان (2% من سكان غزة خلال 10 أشهر) فقد تأتي حرب غزة في المركز الأول" !!