على ضوء تطورات الوضع وما تسرّب من اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر وتصريحات رئيس وزراء "إسرائيل" نتنياهو ووزرائه التصعيدية (رغم الانقسام فيما بينهم حول كيفية التصرف) سواء فيما يتعلق بالرد على عملية قتل المستوطنين أو استغلالها وتنفيذ خططهم وتطلعاتهم بحسب تصريحاتهم حول أهمية السيطرة الإسرائيلية على الحدود مع الأردن
وبناء سور فصل عنصري والتأكيد على الحماية الإسرائيلية للحدود التي اعتبروها تتجاوز الحدود مع الأردن إضافة إلى قطع وزير الخارجية ليبرمان زيارته للعاصمة التشيكية وإطلاق يد قطعان المستوطنين للإعتداء على الشعب الفلسطيني مع تأكيدهم على توجيه التهمة للشابين الغائبين أبوعيشه والقواسمي ولحركة حماس بمسؤولية قتل المستوطنين الثلاثة، كلها تؤشر بأن قيادة "إسرائيل" قررت مواصلة التلطي بعملية قتل المستوطنين (وما زالت الرواية بتفاصيلها إسرائيلية) واستغلال ذلك في تنفيذ خططها في تغيير قواعد اللعبة برمتها وهدم كل ما هو قائم فلسطينياً وإعادة تركيبه كما تشتهي، وهذا يتطلب إعادة سيطرة جيش الاحتلال على محافظات الضفة الغربية في ظل ارتكاب مزيد من الحماقات والعقاب الجماعي وجرائم الحرب بحق الفلسطينين في الضفة الغربية خاصة محافظة الخليل بموازاة عمليات عدوانية خاطفة وقاسية وسريعة في قطاع غزة سقفها دون الحرب بحسب السيناريوهات التالية:
1. محاولة اغتيال قيادات فلسطينية في قطاع غزة بالمستويات كافة. رغم حديثهم عن إبعاد قيادات لغزة (للتضليل).
2. عمليات خاطفه وسريعة يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة ساعياً لتحقيق انتصارات سريعة (شكلية واستعراضية لحفظ ماء الوجه) وهذا يتحقق من خلال عمليات قصف جوي ومدفعي مكثف وهجمات برية حدودية سريعة يمكن تنفيذها على أي من المحاور (أهداف قشرة) دون التثبت على الأرض يكون فيها احتمال الخسائر الإسرائيلية محدود.
3. خرق بري محدود على محورين رئيسيين في شمال غرب (جباليا) وشمال شرق (بيت حانون) ومحاولة بناء حزام أمني ومناطق عازلة تحول دون إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وهذا يعتمد على حجم حشدهم للقوات بما فيها دعوة الاحتياط، وعلى قدرة المقاومة الفلسطينية على احتواء الهجمات وصدها.
4. بموازاة ما جاء في 2 و3 أعلاه قيام الجيش الإسرائيلي بمناورة برية تضليلية على جبهة الجنوب شمال رفح ومحور صلاح الدين وبمحاذاة الحدود.
5. إنزالات بحرية لتشتيت الجهد الفلسطيني واستنزاف قوته والتأثير على المعنويات والحد من قصف الصواريخ نحو العمق الإسرائيلي.
6. إبقاء باب التوقعات والاحتمالات مفتوحاً وعلى قاعدة الحرب خدعة خاصة وأن القيادة الإسرائيلية وجيش الاحتلال الذي لا تعوزه الإمكانيات يمران في مرحلة مفصلية هستيرية وجبهة داخلية حاقدة مضللة داعمة ولن يتورعوا عن القيام بأي فعل إجرامي بعد ما نفذوه من مجازر وحشية تجاوزت كل الحدود والقيم والأعراف الإنسانية والأخلاقية والقانونية.
* الكاتب خبير ومحلل عسكري فلسطيني