تأتي مسيرة الأعلام الإسرائيلية هذا العام في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي بدأ منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وينظم الإسرائيليون هذه المسيرة كل عام منذ العام 1974 في ذكرى احتلال القدس بعد نكسة عام 67، أو ما يُسمى إسرائيليا "توحيد القدس"، لكنهم توقفوا عن تنظيمها بين عامين 2010 وحتى 2016 بسبب الأوضاع الأمنية.
وهذا العام، قررت شرطة الاحتلال أمس، السماح لـ”مسيرة الأعلام” الإسرائيلية بالمرور من البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، يوم غد الأربعاء.
وجاءت موافقة الشرطة الإسرائيلية، تحت ضغوط مارسها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مرور المسيرة الاستفزازية في ما يُسمى إسرائيلياً "يوم القدس"، حيث ستنشر الشرطة ثلاثة آلاف عنصر على طول مسار المسيرة التي ستنطلق من وسط المدينة المحتلة.
وهذه المسيرة تمر من باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، وتحتفي بذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967، ويرفع المشاركون فيها أعلام "إسرائيل"، ويرددون هتافات عنصرية، منها “الموت للعرب”، وعادة ما تتسبب بتوترات في المدينة.
ويشارك في المسيرة آلاف اليمينيين الإسرائيليين، وتبدأ من القدس الغربية وتمر من باب العامود، وتتجه إلى شارع الواد في البلدة القديمة، وصولا إلى “حائط البراق”.
وعادة ما يتخلل المسيرة اعتداءات على محال تجارية فلسطينية في البلدة القديمة وعلى سكان فلسطينيين.
وقالت شرطة الاحتلال، في بيان لها، إنه لا توجد معلومات استخباراتية تشير إلى نية المس بالمسيرة، وإن "محاولات إشعال الوضع منخفضة أكثر من سنوات سابقة"، كما أوضحت الشرطة أنه "يتم أخذ كافة الأحداث بعين الاعتبار، وطُبّقت سيناريوهات لعدد من الأحداث المحتملة، بما في ذلك احتمال إطلاق صواريخ على المدينة خلال المسيرة.
وتأتي مسيرة الأعلام بمناسبة ما يُسمى إسرائيلياً "يوم توحيد شطري القدس المحتلّة"، وتُنظّم المسيرة هذا العام في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ نحو ثمانية أشهر.
وعادة ما تشهد المسيرة الاستفزازية أجواء مشحونة بين المستوطنين والفلسطينيين الذين يحاولون التصدي لهم ولاستفزازاتهم واعتداءاتهم.
يذكر أن هذه المسيرة كانت الشرارة التي أشعلت معركة "سيف القدس" عام 2021، عندما أطلقت حركة حماس صواريخ باتجاه القدس المحتلة بالتزامن مع المسيرة، ما أدى إلى فضّها، لتعقبها حرب إسرائيلية على القطاع استمرت 11 يوما.