شهد ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، مسيرةً مركزية مليونية، نصرةً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته، حملت شعار "مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات".
المتظاهرون حملوا الأعلام اليمنية والفلسطينية، واللافتات المنددة بالعدوان على غزة، معبّرين عن استنكارهم الجرائم الأميركية والإسرائيلية بحق أهالي غزة، ومنددين بما وصفوه بـ"خذلان الشعب الفلسطيني، عربياً وإسلامياً".
وبارك المتظاهرون عمليات الرد السريع للقوات المسلحة اليمنية، عبر استهداف حاملة الطائرات الأميركية "آيزنهاور" في البحر الأحمر، رداً على الغارات والجرائم الأخيرة التي ارتكبها العدوان الأميركي البريطاني في صنعاء والحديدة، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة 58 مواطناً.
ودان المشاركون في التظاهرة الحرب الاقتصادية لتحالف العدوان السعودي الأميركي ضد الشعب اليمني المحاصَر، وآخرها استهداف البنوك العاملة في المحافظات الحرة، مطالبين القوات المسلحة بلجم من يعتدي على قوت المواطن ولقمة عيشه.
وأصدرت المسيرات المليونية بياناً تحت عنوان "مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات"، أكدت فيه الثبات في الوقوف مع فلسطين، وحيت صمود الشعب الفلسطيني واستبساله، وثبات مجاهديه وبطولته في وجه أكبر حرب همجية.
وحيّا البيان العمليات البطولية الأسطورية للمجاهدين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وللمجاهدين في لبنان والعراق، وللعمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية الشجاعة ضد سفن الاحتلال.
وحذّر البيان "تحالف العدوان السعوي الإماراتي من الخنوع للضغوط الأميركية والصهيونية"، ومن المضي في مؤامراتهما لاستهداف ما تبقى من هامش محدود للاستقرار المعيشي للشعب اليمني، في محاولة لثني اليمن عن موقفه عن مناصرة الشعب الفلسطيني.
وحذّر البيان من الانسياق وراء الخداع والتضليل اللذين تمارسهما الولايات المتحدة للتنصل من مسؤوليتها عن الجرائم المقترفة بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، مؤكدا أنها الشريك الأول والأكبر في كل الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
ودعت المسيرات حكام البلدان العربية والإسلامية إلى مواقف عملية ملموسة وعدم الاكتفاء بالبيانات السياسية الباهتة، مؤكدة ضرورة القيام بإجراءات عملية عاجلة بقطع العلاقات مع كيان الاحتلال ومنع تزويده بالمؤن والسلع والبضائع عبر موانئهم ومطاراتهم.
وعبر البيان عن "التضامن الكامل مع الشعب المصري الشقيق إزاء العدوان الصهيوني على الجنود المصريين في معبر رفح، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد منهم"، مؤكدا الوقوف مع حق مصر، حكومةً وشعباً، في الردّ الحازم على هذا الاعتداء الأرعن.
وأشاد بالتحرك الشعبي في مختلف البلدان نصرةً للشعب الفلسطيني، محيِّياً استمرار الحراك الطلابي نصرةً لفلسطين في عشرات الجامعات الأميركية والأوروبية.
وأشاد البيان بمواقف آيرلندا وإسبانيا والنرويج، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مجدداً الإشادة بالمواقف الشجاعة لعدد من دول أميركا الجنوبية بقطع العلاقات بالكيان ومقاطعة بضائعه، داعياً كل دول العالم وشعوبه إلى مقاطعة شاملة لسلع الكيان وبضائعه.
تجدر الإشارة إلى أنّ مَسيرات "مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات"، في ميدان السبعين اليوم، هي الطوفان البشري المليوني الـ33 على التوالي الذي تشهده العاصمة صنعاء نصرة لفلسطين، حيث شهدت صنعاء طوفانها الشعبي الأول في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعد ساعات قليلة من إعلان معركة "طوفان الأقصى".
وتأتي هذه التظاهرات بعد ساعات من عدوان أميركي بريطاني جديد استهدف، منتصف ليل الخميس - الجمعة، عدداً من المواقع في عدّة محافظات يمنية، شملت مناطق في محيط المطار الدولي في صنعاء وميناء الصليف ومديرية الحوك، جنوبي مدينة الحُدَيْدَة.
وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة اليمنية، أنيس الأصبحي، في حديث إلى الميادين، بارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على إذاعة الحديدة وميناء الصَّليْف غربي اليمن إلى 57، بينهم 16 شهيداً و41 جريحاً .
وأكّد مراسل الميادين أنّ مجمل غارات العدوان الأميركي - البريطاني بلغ 13 غارةً، موضحاً أنّ 6 غارات على العاصمة اليمنية صنعاء، منها استهداف محيط مطار صنعاء الدولي، ومنطقة النهدين في مديرية السبعين جنوبي العاصمة، بالإضافة إلى استهداف منطقة جربان في مديرية سَنْحان في الريف الجنوبي لمحافظة صنعاء.
ولم تتأخر القوات المسلحة اليمنية في الرد على العدوان، بحيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، اليوم الجمعة، استهداف حاملة الطائرات الأميركية "آيزنهاور" في البحر الأحمر، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورداً على العدوان الأخير على اليمن، والذي تسبّب بعشرات الشهداء والجرحى.
وأوضح العميد سريع أنّ القوتين الصاروخية والبحرية في القوات المسلحة اليمنية نفّذتا عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "آيزنهاور" في البحر الأحمر، مبيّناً أنّ العملية نُفّذت بعددٍ من الصواريخ المجنّحة والباليستية، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة.
وجدّد سريع تأكيده أنّ القوات المسلحة اليمنية لن تتردّد في الردّ المباشر والفوري على كلّ عدوان جديد على الأراضي اليمنية، عبر استهداف مصادر التهديد كافةً، وكلّ الأهداف المعادية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب