ما إن أعلنت ثلاث دول أوروبية اليوم الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، حتى توالت ردود أفعال متباينة فلسطينية مرحبة وأخرى إسرائيلية غاضبة.
حيث رحبت الرئاسة الفلسطينية بإعلان رئيس وزراء النرويج الاعتراف بدولة فلسطين، وأن استكمال اجراءات صدور مراسيم الاعتراف يوم 28 أيار الحالي.
وثمنت الرئاسة في بيان صباح اليوم، عاليا مساهمة هذا القرار من النرويج في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، داعية دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية التي مازالت لم تعترف بدولة فلسطين، ان تعترف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دوليا المستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط العام 1967.
كما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الأربعاء، باعتراف النرويج وإسبانيا وإيرلندا بالدولة الفلسطينية.
من جهتها من جانبها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإعلان كل من النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرة إياها "خطوة مهمة لتثبيت حقنا في أرضنا".
ودعت الحركة "الدول للاعتراف بحقوقنا الوطنية ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال".
في المقابل، استدعت إسرائيل سفيرَيها في إيرلندا والنرويج "لإجراء مشاورات طارئة" بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس -في بيان- "أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات".
يذكر أنه منذ عام 1988، اعترفت 139 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.
كما أن 8 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بفلسطين دولة مستقلة، وهي بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر والسويد، إضافة إلى قبرص.
بدوره البرلمان العربي رحب ، بالقرار الذي اتخذته إسبانيا والنرويج وإيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أنه إنتصار للعدالة ولحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وللقضية والدبلوماسية الفلسطينيتين.
وأكد البرلمان في بيان له، اليوم الأربعاء، أن هذه الخطوة الهامة في الاتجاه الصحيح نحو اعتراف العديد من دول العالم بدولة فلسطين، دعماً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.
وأشار إلى أن اعتراف الدول الثلاث بدولة فلسطين جاء في وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية لمخططات لتصفيتها من الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن حرب إبادة جماعية في قطاع غزة والضفة الغربية، إضافة إلى التطهير العرقي والتهجير القسري بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين تمارس ضدهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
ولفت البيان إلى أن تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، يمثل ردا عمليا على مخططات الاحتلال الفاشلة لتصفية القضية الفلسطينية، والتي لن يُكتب لها النجاح.
ودعا البرلمان، جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المضي قدماً في الاعتراف كخطوة نحو إنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود من الاحتلال، ووفق حل الدولتين المعترف به دولياً، والمستند إلى قرارات الشرعية الدولية، مطالباً المجتمع الدولي وجميع الدول بالوقوف مع الحق الفلسطيني، والشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.