يعود عيد العمال الذي يحل في الأول من أيار/مايو هذا العام، في ظل عدوان إسرائيلي وحرب مدمرة على غزة، لم تمنع العمال في القطاع من الاحتفال بيومهم فقط، إنما سلبتهم فرص عملهم وأرزاقهم ومنازلهم وكل شيء.
حيث قال الجهاز المركزي للإحصاء، إن "معدلات البطالة قفزت إلى مستويات غير مسبوقة بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وأوضح في بيان استعرض فيه الواقع العمالي في فلسطين لعام 2023، لمناسبة يوم العمال العالمي، أن التقديرات تشير إلى ارتفاع معدلات البطالة لتصل إلى 75% في الربع الرابع من 2023، مقابل 46% في الربع الثالث منه، ما يعني فقدان ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العدوان.
وقد بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي، 75% بنهاية الربع الأخير من عام 2023، مقارنة مع 46% عشية بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على ما أظهر تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، اليوم الثلاثاء.
وأوضح جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيانه أنه وفي "ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وما نتج عنه من توقف للاقتصاد في قطاع غزة ولأجل غير معلوم، يصبح الحديث عن سمات العمالة في قطاع غزة غير واقعي".
ويعني النمو في بطالة العمالة في غزة، "فقدان ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة خلال الشهور الثلاث الأولى من العدوان"، وفق جهاز الإحصاء.
وبحسب البيان فإن "غالبية المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بقياس سمات القوى العاملة لم تعد واقعية ولا تنطبق على قطاع غزة، فالأولوية القصوى للفرد في قطاع غزة أصبحت تتمحور حول توفير المأوى والمأكل والمشرب والبحث عن الأمن".
وقد لحقت الأضرار في غزة بالبنية التحتية الحيوية، وفقد أكثر من مليون شخص منازلهم ونزح 75% من السكان، بحسب وكالة الأونروا.
وأشار بيان "الإحصاء المركزي" إلى أن هذا الأثر لم يقتصر على قطاع غزة، وإنما انعكس على الضفة الغربية أيضاً، وإن كان بشكل أقل، فقد كان لأثر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما تبعه من تداعيات في الضفة الغربية تمثلت في تشديد الخناق على محافظات الضفة، وتقطيع التواصل بينها، ومنع وصول العمال للعمل داخل أراضي عام 1948، كل هذه الأسباب وغيرها أدت إلى شل الحركة الاقتصادية.
ووفقا لذلك، فقد ارتفع عدد العاطلين عن العمل إلى 317 ألفا في الربع الرابع 2023 مقارنة بحوالي 129 ألفاً في الربع الثالث 2023 قُبيل العدوان، كما ارتفعت معدلات البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في الضفة الغربية خلال الربع الرابع 2023 إلى حوالي (32%) مقارنة بحوالي 13% في الربع الثالث منه.
وقد بلغ معدل الأجر اليومي الحقيقي للمستخدمين بأجر في القطاع الخاص في الربع الرابع 2023 (سنة الأساس= 2018) حوالي 127 شيقلاً في الضفة الغربية مقارنة بـ125.5 شيقلاً في الربع الثالث 2023 (لا يشمل العاملين في إسرائيل والمستعمرات).