بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمرير قرار يمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض" الفيتو"، توالت الإدانات فلسطينيا وعربيا وعدة دول حول العالم.
حيث أدانت الرئاسة الفلسطينية، مساء الخميس، وبأشد العبارات، "الفيتو الأميركي" في مجلس الأمن الدولي لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة، مؤكدة أن هذه السياسة الأميركية العدوانية تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
كما شكرت رئاسة السلطة، الدول التي صوتت لصالح فلسطين في مجلس الأمن.
بدورها نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأشد العبارات الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال، داعية المجتمع الدولي إلى "الضغط لتجاوز الإرادة الأميركية ودعم نضال شعبنا وحقه المشروع في تقرير مصيره".
واعتبرت حماس أن فيتو واشنطن ضد منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يعزل الإدارة الأميركية عن الإرادة الدولية.
أما عربيا، فجاءت ردود الفعل منددة .. حيث أعربت المملكة العربية السعودية عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، اليوم الجمعة، أن إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع.
كما عبرت وزارة الخارجية المصرية عن الأسف لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، واعتبرت أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للشعب الفلسطيني.
كما رأت الخارجية المصرية أن إعاقة إقرار حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته لا تتماشى مع المسؤولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي.
وبدوره، أعرب الأردن عبر بيان لوزارة خارجيته، عن "الأسف الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة نتيجة استخدام الولايات المتحدة حق النقض".
ودوليا، عبرت عدة دول عن خيبة أملها من سلوك مجلس الأمن .. فقد عبر وزير خارجية أيرلندا مايكل مارتن عن شعوره بخيبة الأمل من نتيجة التصويت، وقال إن بلاده تدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وإن الوقت حان كي تأخذ مكانها الصحيح بين دول العالم.
من جانبه قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ إنه "يوم حزين"، معربا عن "خيبة أمله" من الفيتو الأميركي، ومضيفا "لقد تحطم حلم الشعب الفلسطيني".
وبالمقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: إنه "يهنئ واشنطن لاستخدامها الفيتو ضد المقترح الذي وصفه بالملتوي، واعتبر أن مقترح الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد نصف عام من هجوم أكتوبر/تشرين الأول هو مكافأة للإرهاب"، على حد زعمه.
أما روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة فقال إن "هذا التصويت لا يعكس معارضة للدولة الفلسطينية، بل هو اعتراف بأنه لا يُمكن لها أن تنشأ إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين" المعنيَّيْن، على حد قوله.
وخلال تصويت مجلس الأمن الدولي مساء الخميس على مشروع القرار الذي قدمته الجزائر و"يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقبول دولة فلسطين عضوا بالمنظمة الدولية"، وافقت 12 دولة على القرار، بينما امتنعت بريطانيا وسويسرا، واعترضت الولايات المتحدة مستخدمة حق الفيتو باعتبارها إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.