أدانت الجالية الفلسطينية في تشيلي، قصف الاحتلال المتواصل على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واصفة إياه بالهجوم "البشع الذي ترك مجددا آثاراً من الموت والدمار في الشعب الفلسطيني".
وقالت الجالية في بيان، إن "ما تقوم به (إسرائيل) يشكل عدواناً عشوائياً ضد الشعب الفلسطيني"، مضيفة "ما يُنفذ بقيادة نتنياهو يمثل مرحلة مرعبة في الإبادة الطويلة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال".
واعتبر البيان، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر سكان مناطق قطاع غزة على اللجوء إلى رفح، مما زاد عن عمد من تركيز المدنيين بأكثر من 1.4 مليون شخص نازح في مساحة لا تتجاوز 55 كيلومترًا مربعًا".
مضيفاً "والآن باتت رفح هدفاً سهلاً ومدمر للهجمات الإسرائيلية، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، مما يشكل أوضح أدلة على نية الإبادة للحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".
وأثنى البيان، على ما اعتبره "الموقف القوي والتضامني لحكومة تشيلي، واستنكار وزارة خارجيتها الأخير لقصف الاحتلال قبل عدة أيام على رفح". معتبراً أن "الوقت قد حان لتشيلي كدولة تعتبر في طليعة حماية حقوق الإنسان على الصعيد العالمي لأن تتخذ إجراءات ضد (إسرائيل)".
كما حث البيان، الحكومة التشيلية على "اتخاذ إجراءات فعالة ضد (إسرائيل)، من خلال فرض عقوبات قوية، واعتبار الخطوات التي اتخذتها دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد المستوطنين الإسرائيليين مرجعاً".
كما طالب البيان الحكومة التشيلية بأن تحذو حذو "إسبانيا وبلجيكا واليابان وهولندا فيما يتعلق بتقييد تجارة الأسلحة مع (إسرائيل)". معتبراً أن "تلك الإجراءات مهمة في سياق العلاقات الدولية، وأنها تشكل رداً ضرورياً على الأفعال غير القانونية التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي من قبل (إسرائيل)".
وفي السياق ذاته، دعا الحزب الشيوعي التشيلي " PC CHILE"، حكومة بلاده والبرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني السياسية والاجتماعية إلى "بذل أقصى الجهود على المستوى السياسي والديمقراطي والإنساني، وعلى المستوى الوطني والدولي، من أجل منع تفاقم المجزرة في رفح وتحقيق وقف إطلاق النار".
واعتبر الحزب في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم الخميس، أن ما يقوم به الاحتلال في قطاع غزة هو "تطهير عرقي أدى إلى مقتل أكثر من 28 ألف مدني فلسطيني، وتهجير أكثر من مليون إلى رفح الحدودية، وهي المدينة نفسها التي تتعرض للقصف".
ووصف البيان، ما يحدث في رفح، بـ "الخطر الجسيم المتمثل في امتداد مغامرة الإبادة الجماعية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية إلى هذه المدينة المكتظة بالمدنيين، متجاهلة صوت المجتمع الدولي".
وأدان البيان، ما سماها "الإبادة الجماعية التي ترتكبها (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني"، داعياً إلى اتخاذ ودعم إجراءات ملموسة وعاجلة، في إطار ميثاق الأمم المتحدة، دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والسلام والأرض".
يُذكر أن الخارجية التشيلية، عبرت أمس، عن "قلقها إزاء إعلان (تل أبيب) عن عملية عسكرية برية في رفح"، وطالبتها بـ"الامتثال للإجراءات التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي أمرت في 26 كانون الثاني/يناير بمنع ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
ويُشار إلى أن المكسيك وتشيلي، أحالت في الـ18 من كانون الثاني/ يناير الماضي، "الأوضاع في فلسطين" إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في "احتمال ارتكاب جرائم تدخل في نطاق اختصاصه".
كما وصف رئيس تشيلي غابرييل بوريك، في الشهر نفسه، الوضع في قطاع غزة بأنه "أسوأ مما كان عليه في برلين الألمانية عام 1945".