قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ الأسيرات الفلسطينيات يتعرضنّ لعمليات ضرب مبرّح ولتفتيش عار تحديدًا بعد نقلهنّ إلى ما يسمى بمعبار سجن (هشارون)، وذلك استنادًا للعديد من شهادات لأسيرات جرى الإفراج عنهنّ، إضافة إلى أسيرات يقبعنّ في سجون الاحتلال.
وأوضح نادي الأسير في بيان له، أنّ معبار (هشارون) شكّل على مدار السنوات القليلة الماضية، محطة تعذيب وتنكيل بحقّ الأسيرات قبل نقلهنّ إلى سجن (الدامون)، هذا إلى جانب ظروف الاحتجاز المأساوية التي يتعرضنّ لها، واحتجازهنّ في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، إلا أنّ مستوى عمليات الضرّب المبرّح بعد تاريخ السابع من أكتوبر تصاعدت بشكل غير مسبوق، إلى جانب التفتيش العاري الذي يشكّل اليوم إحدى أبرز الأساليب الثابتة والممنهجة التي تستخدم بحقّ الأسيرات.
ومن ضمن جملة الشّهادات التي وثقت، شهادة لإحدى الأسيرات (أ.ش): "وصلنا أنا وأسيرات إلى سجن (هشارون)، أدخلونا إلى زنزانة أرضيتها مليئة بالماء، ويوجد فيها دورة مياه غير صالحة للاستخدام، ثم تم نقلنا إلى زنزانة أخرى فيها تعرضنّ للتفتيش العاري على يد سجانات، وقامت إحدى السّجانات بضربي على وجهي، بعد أن تعرضت للضرب المبرح خلال عملية اعتقالي".
وفي شهادة أخرى لإحدى الأسيرات (ن.س): "حضرت ثلاث سجانات تعاملن معي بوحشية وبشكل مهين جدًا، وشتموني بأسوأ الألفاظ طوال الوقت دون توقف، وأجبروني على المشي وأنا مقيدة الأطراف، والعصبة على عيني، وطوال الوقت خلال نقلي كانت السجانة تقول هذه ليست بلادكم ارحلوا منها".
وأشارت أسيرة أخرى أنها وإلى جانب مجموعة من الأسيرات اللواتي احتجزن بنفس الليلة في معبار (هشارون):": تعرضنا لتفتيش عار عند إدخالنا للزنزانة وبعد إخراجنا منها واحدة واحدة وقيدوا أيدينا وأرجلنا ووضعوا رؤوسنا بالأرض ومشينا في الممرات وفي الخارج حتى وصلنا إلى ما تسمى عربة (البوسطة)".
وأشارت مجموعة من الشّهادات إلى ظروف الزنزانة في معبار (هشارون)، "يوجد في الزنزانة شباك مفتوح، الهواء البارد غير محتمل خاصّة في الليل، والفرشات والأغطية لا تصلح للاستخدام فهي متسخة ورائحتها كريهة جدًا، ومن يقف في باب الزنزانة يمكن أن يرى من يستخدم دورة المياه، فلا يوجد هناك أي نوع من الخصوصية للأسيرة، هذا عدا عن قرب الزنازين من زنازين السّجناء المدنيين الذين يصرخون طوال الوقت".
يؤكّد نادي الأسير في هذا الإطار أنّ شهادات الأسرى والأسيرات حول عمليات التّعذيب والتّنكيل، مستمرة وبشكل متصاعد وغير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، وكانت من أبرزها شهادات الأسيرات، سواء خلال عملية اعتقالهنّ من المنازل، وعبر الحواجز، وما يتعرضنّ له خلال التّحقيق، وبعد نقلهنّ إلى (معبار) (هشارون) كمحطة وجزء من مسار التّعذيب، ونقلهنّ واحتجازهنّ في سجن (الدامون) في ظروف تخضع لسياسات قاسية ومأساوية، منها سياسة التجويع، وعدم توفير أدنى الاحتياجات الأساسية لهنّ بما في ذلك الاحتياجات الخاصّة للأسيرات، وتعرضهنّ لتفتيشات متكررة، وعزلهن عزل مضاعف، خاصة بعد مصادرة أجهزة الراديو، وكذلك استمرار حرمان كافة الأسرى والأسيرات من زيارات العائلات.
ووفقًا لأعداد الأسيرات فقد وصل عددهنّ نحو 90 أسيرة، علمًا أنّ أكثر من 50 أسيرة من غزة، محتجزات في ظروف قاسية جدًا، ومحرومات من لقاء المحامين، فيما تتوزع بقية أعداد الأسيرات من الضّفة بما فيها القدس، والأراضي المحتلة عام 1948.
مع الإشارة إلى أنّ عمليات التنكيل بالنساء لا تنحصر في من يتم اعتقالهنّ، بل تتجاوز عمليات التّنكيل لزوجات المعتقلين وبناتهنّ، عدا عن سياسة استخدام النساء كرهائن للضغط على فرد من العائلة لتسليم نفسه.