Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

لوس أنجليس تايمز: على بايدن التوقف عن إرسال القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط

thumbs_b_c_4a7e557c9295a1c23dd139c013ccd996.jpg
فلسطين اليوم \\وكالات - واشنطن

نشرت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” مقال رأي لكل من فردريك ويري، من وقفية كارنيغي للسلام العالمي، وجينفر كافانا من برنامج “أمريكان ستيتكرافت”، قالا فيه إنالرئيس جو بايدن يرسل الجنود الأمريكيين مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، ويجب ألا يفعل ذلك.

وقال الكاتبان: “من الصعب أن تجادل هذه الأيام أن سياسة الرئيس بايدن في الشرق الأوسط تتسم بالفوضى، وهو ما تتفق عليه نسبة 60% من الأمريكيين حسب استطلاع غالوب”.

وبعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بدأت  الكيان الإسرائيلي أقرب حليف للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، انتقاما عقابيا ضد غزة، والذي كان بكل المقاييس واحدا من أكثر النزاعات القاتلة للمدنيين في التاريخ الحديث. ودخلت القوات العسكرية الأمريكية والجماعات الوكيلة عن إيران في غارات متبادلة بشكل شبه يومي. وتصاعدت مشاعر العداء ضد أمريكا في الشارع العربي لأعلى المستويات.

وفي الوقت الذي يرغب فيه حلفاء الولايات المتحدة العرب بنهاية حماس، إلا أنهم غاضبون لما يرونه من ضوء أخضر منحه بايدن "لإسرائيل" لتدمير غزة، وهو وضع يمنح المنافسين لأمريكا في الشرق الأوسط فرصة لاستغلال ذلك، وخاصة الصين وبشكل أقل روسيا. وتعتبر حرب غزة أكبر تحد للمصالح الأمريكية منذ اندلاع الانتفاضات العربية في 2011.

وقال الكاتبان إن بعض المحللين اقترحوا أن جذور الاضطرابات كامنة في الجهد الأمريكي منذ عقد للتحول عن الشرق الأوسط وسحب القوات الأمريكية والالتزام بسياسة التحول نحو آسيا، ويجادلون أن الفراغ في السلطة خلق مسرحا للفوضى الحالية. ويبدو أن بايدن هو الذي آمن بهذه النتيجة واستخدمها كقاعدة للرد على الأزمة، حيث حشد قوات عسكرية في الشرق الأوسط. ولكن التشخيص لها والوصفات غير صحيحة ولعدة أسباب.

أولا، فالتحول المفترض كان محدودا في الرؤية والقاعدة. وثانيا، فدْفع بايدن بالجنود والأسلحة الأمريكية منذ هجوم حماس، ليس ما تحتاجه المنطقة المعسكرة أصلا. وبدلا من كونها عامل استقرار، فهذا الرد قد يدفع لتصعيد حرب أوسع تورط أمريكا في التزامات مفتوحة، في وقت تحتاج فيه واشنطن لنشر مصادر قوتها في آسيا. وخلافا للافتراضات العامة، فالوجود الأمريكي حول الشرق الأوسط زاد في العام الماضي، ووصل إلى 45000 جندي، تدعمهم الطائرات والبوارج الحربية، ومنذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر، بدأت قوات العمليات الخاصة بالمشاركة، وعادة بعيدا عن الرادار لمواجهة تنظيم الدولة والجماعات الوكيلة عن إيران.

وبعد هجوم حماس، عزز بايدن الوجود العسكري بحاملتي طائرات إضافيتين وغواصة نووية والمزيد من الدفاعات الجوية ومقاتلات حربية وآلاف من الجنود الأمريكيين. وكان الهدف المعلن هو تطمين الحلفاء الذين يواجهون الاستفزازات الإيرانية ومنع انتشار النزاع الحالي. لكن جلب المزيد من القوات سيؤدي على الأرجح للتصعيد. ويعلق الباحثان أن حضورا عسكريا أمريكيا سيعطي طهران المبرر لكي تزيد من حشودها العسكرية ودعم جماعاتها الوكيلة، مما يزيد من احتمالات العنف وثمن سوء التقدير.

ومنذ عملية حماس، زادت الهجمات على القوات الأمريكية المعرضة للخطر في سوريا والعراق عددا وخطورة، رغم الرد الانتقامي الأمريكي، وقد انتقلت الآن إلى البحر الأحمر بهجمات على السفن التجارية، ولن يمضي وقت طويل قبل خروج الوضع عن السيطرة.

كما أن إرسال مزيد من القوات الأمريكية وعلى عجل إلى الشرق الأوسط، يحمل مخاطر توريط أمريكا في التزامات أمنية مفتوحة للحلفاء، في وقت يجب عليها تشجيعهم على تولي مسؤولية الدفاع عن أنفسهم. وهذه عودة إلى النهج العسكري الذي عفا عليه الزمن تجاه المنطقة، مع أن هناك حاجة إلى مدخل شامل يهدف لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تخيم على المنطقة، إلى جانب التغيرات المناخية والتحول عن الهيدروكربون.

ويؤدي التوسع الهائل الذي يمارسه بايدن، لإرهاق المصادر الأمريكية، ويجعل واشنطن غير جاهزة لأزمات في المستقبل، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تواجه أكبر منافس لها.. الصين. ومع مرور الوقت سيرهق الانتشار في الشرق الأوسط الأصول العسكرية الأمريكية والقوات، وسيحرف الاستثمارات الضرورية لردع الصين. وقد حصلت تنازلات في هذا الجانب، فأنظمة الدفاع الجوي التي نُشرت في الشرق الأوسط لن تكون متوفرة للدفاع ضد التهديد الصاروخي الصيني في آسيا.

وبعد سحب القوات التي أرسلت إلى المنطقة، يجب على واشنطن تقليل وتعزيز بصماتها العسكرية في عدد قليل من القواعد العسكرية الإستراتيجية وحماية المصالح الأمريكية، إلى جانب الاستثمار في معدات متقدمة وقدرات لوجيستية يمكن أن تقدم قدرة دفع لأزمات في المستقبل.

والحديث عن جرأة إيران بسبب تخفيف البصمات العسكرية ليس في محله، فهي تواجه أزمة محلية واختارت المسار الدبلوماسي مع جيرانها وليست راغبة بحرب إقليمية. ويظل تأثيرها الخبيث في المنطقة مصدر قلق، ولا يمكن مواجهته إلا من خلال التعاون الاستخباراتي والشراكة في الدفاعات البحرية والجوية مع الحلفاء، وعقوبات محددة بدلا من حضور عسكري كبير. وهذا هو وضع تكون فيه القلة كثرة. وستكون الولايات المتحدة والشرق الأوسط في أحسن حال لو خفضت واشنطن من وجودها العسكري بدلا من مضاعفته.